السبت، 30 يوليو 2011

شرابنا الأحمر

كعادته حرفي التاسع والعشرين يأتي متألقا يعبث بالمساءات يخفف عني عبأ يوم مليئ بالاحداث التي لم تروق لي .. واليوم اتى يحمل كاسا من شرابنا المفضل . . وأبت نفسي إلا أن أقاسمه الشراب وبذات الكأس بمحاولة مني لتخفيف العبأ الجاثم على أنفاسي ..
منذ اسبوع وتعاونيات بلادي ( دولة الكويت ) تقيم مهرجانات صاخبه وتقدم عروض تسميها بالرمضانيه .. وقبل أن يتصور القارئ  خارج الكويت العروض وحتى قبل أن يباغتنا القارئ الكويتي بهجماته وأسالته عن العروض فحرفي التاسع والعشرين سيبين ان عروضنا الرمضانيه فقط على السلع الاستهلاكيه .. فنحن لا نقدم الحسنات قبل الشهر الفضيل كما وانها بالكاد تكفي لنا خصوصا وان العروض أحيانا وببعض التعاونيات تفقد الانسان صوابه ويرتكب على اثر ذلك حماقات تذهب الحسنات وتأتي بنقيضها
من اهم السلع التي تدللها التعاونيات بالعروض شراب الفيمتو ذاك الشراب الاحمر والذي يتكون من مزيج التوت والفراوله والعليق والذي يعتبر راعي رسمي لكل الرمضانات الكويتيه ويتهافت عليه الكويتين حيث أن السفره لاتعني دون وجوده
يبدا العرض اولا بتوفير كميات مهوله من الشراب المفضل وتكديسها بمخازن التعاونيات ثم عرض البعض منها على الارفف ثم بتقليل سعره والاعلان عن ذلك .. واخيرا يتهافت المواطنون ولا استغرب لو تهافت عليه المقيمون ( فمن عاشر القوم صار منهم ) ورويدا رويدا بل وباسرع من سرعة الضوء تبدو الارفف فارغه وتعتزم كل تعاونيه بتطبيق أنظمتها على ( بطول الفيمتو ) ... وتصدر القرارات .. مثلا .. بطل فيمتو لكل مشتري وذاك الاخير بتحايله يشتري ويخرج ليعود بعد دقائق فيشتري مجددا ... أو يباع بطل الفيمتو بالسوق السودا بالتحديد من مخازن احد التعاونيات ولاشخاص معينين وخاصين جدا ..  وربما وببعض الاحيان  يوزع كهدية من التعاونيه لمساهميها فلكل مساهم بطل بسله رمضانيه تحتوي السلع الاستهلاكيه ... وتدابير وعروض لا حصر لها .. واخيرا يتألق الفيمتو على السفره والاطفال لا يلتفون حول المائده الا اذا وجدوا كاسا من شرابهم المفضل ... والامهات يمارسون كل أساليب العنف على أطفالهم حينما يطلقون تعليمات وتحذيرات بتأجيل الشراب للنهايه رغم ان البدايه به لها لذه .. ولعلي جديره أن اكتب عن تلك اللذه فانا من بنات شربت أقصد الفيمتو .. قضيت سنواتي أصوم وافطر على نكهته المميزه
لا  اخفي عنكم بعض مواقفي وبطل الفيمتو .. قبل عامين سمعت احدى صديقاتي عن عرض جمعيتنا التعاونيه والذي تضمن حصول كل مشتري على بطلين فيمتو بسعر زهيد ولتحرص على أن تشتري أكثر طلبت مني مرافقتها وبذلك تحصل هي على بطلين وانا كذلك وبكل طيبه ذهبت وبكل خجل طلبت منها أن تضع عند الشراء رقم مساهمتي فاجابتني وبكل جراه أن ما اطلبه منها حرام ... وكأن ضحكها على الذقون بمسألة البطول حلال
أخيرا .. لدي بطلين ( فيمتو ) أحد الزملاء طلب عرضهم بالمزاد ..  و أنا أصر على ان نلتقط بعض الصور مع البطلين لان بالرمضانات القادمه قد يختفي بطل الفيمتو ( لا سمح الله ) وسنحتاج لذكريات ولتراث يعرفنا به العالم
بكل حب وموده يترك لكم حرفي التاسع والعشرين مساحة لتتصوروا كم الفراغ الذي يعانيه البعض بعقولهم ليتهافتوا فقط على شراب أحمر اتصوره كالقات باليمن

هدى القلاف
30/7/2011

هناك تعليق واحد:

  1. ابدعتي في حرفك التاسع والعشرون
    ويبقى شراب الفيمتو والسلة الرمضانية ذكرى جيل بعد جيل بعد جيل

    ردحذف