الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

رسالة الوداع الأخير ..

يوم الأثنين الموافق 28 /12 / 2008 كان القدر وقد توفى الأجل جدي .. وبعدها بأيام كتبت هذا المقال الذي اعيد نشره ..

لو أن الايام قادرة لتعود .. لأوقفت أنا عقارب الساعة التي أعلن الموت بها سطوته برداء القدر.. ليخطف النور الذي ينير بالحياة عتمتي ... ولو ان الأيام قادرة لتسبق أوانها.. لكنت أنا على موعد للرحيل ألحق النور حيث يكون .. إلا أن الأيام كما هي وعظيم على جوارحي أن أرسم بالعبارات هنا مافقدته ... عظيم ان أرسم النور ... عظيم علي أن أرسمك جدي .. فمن اين ابدا لأنتهي وانا بمدارات الحياة دونك ..عظيم علي الشعور بفقدك فلمن رحلت وتركتني .. أن الدنيا من  بعدك لاتسعني ... كيف لا وانا على حدودها يعتريني خوف التوغل بها بلا نورك ...
ثلاثون عاما ... بكل محافل الحياة اتذكر منهم طفولتي مرحي شبابي حيويتي نضوجي ومسؤولياتي.... وبكل لحظاتي اعيد شريط العمر على نفسي إلا لحظتي تلك فهي عظيمه لمصابي الذي أشعر به وبوقعه على نفسي .. فبماذا تفيد ذكريات حديثك لي عن نفسي وانا مولود جديد .. حينما ادخلت السرور على قلبك وحملتني طفله محتويا ضعفي وظآلة جسدي تضم صرخاتي ... بماذا تفيد ذكرياتي عن طفوله ترعرعت بكنفك فلقد عشت السنوات اتعلم ابجديتي بحروفك وكلماتك بهمساتك لي وحنانك .. بعاطفتك التي جمعتني ... بماذا تفيدني ذكرى الشباب وثورتي حينما كنت الاب والمعلم والمرشد .. فبقدر مافقدت كنت انت لي وبقدر ماخسرت كنت مكسبي وبقدر مانجحت كنت لي هديتي وتهنئتي وبماذا تفيدني ذكرى نضوجي حينما كنت احمل مسؤولية أن ابدو كما تريد ... بماذا تفيد الذكريات بلحظة أتعايش بها ومرارة رحيلك ...
فالعمر كله أقل من أن يقابل لحظة الوداع الأخيره ... لحظة قتلت فيها خجلي منك ..  وضممتك اسئلك أن تحرك طرفك الناعس لي ... وبقيت بلا حراك فقط عيناك تراني من خلف ستار الموت ودموعها تبكيني
جداه لو بقيت ذكرياتي صور لذابت من نثر دموعي وبقيت صورة الرحيل ... كيف هان على الموت أن ياتيك ومازلت أنا بحاجة لأن المس من نظراتك الحب والحنان والعطف والاهتمام ... كيف للقدر ان يسرقك ... وانا لا اجد الرثاء الذي تستحق ... ولاحتى أجد الكلمه التي تفي لألفظ منها جملة الأحزان التي تعتريني ..
فقط أنا أعلنها ومن أقصى جوارحي للعالم الذي يضمني مشتته ... الحياة بلانور عتمه ..  يتعذر على الانسان أن يلمسها كما يشتهي وفقط يتخبط بها حتى تصل النهايه ... وانا فقدت النور .. فقدت جدي .. ولم يبقى لي من حياتي سوى عتمه يرفرف فوقها ضياء نصائحك التي كانت فلطالما رغبت أن اكون متميزه ... لذا فساحفظ لك الحلم وساحقق رغباتك حتى يحين موعد رحيلي فالتقيك لتراني كما تريد ..
رغم الأمل القليل بعالمي .. فلتعلم جدي كم هي مرة لوعة اليتم .. مرة نظرة الآخرين لي دون شعورهم بما يجول بخاطري .. مرة التعازي اتلقاها فتذكرني برحيلك ... مرة فكرة أن أجلس اشتاق لك فلايسعني أن آتيك او ان اسأل والدتي لتخبرني انك على اتم حال ...

وداعا جدي ... وداعا يانور حياتي ... وداعا ابتي ومعلمي ومرشدي واستاذي والرجل الأول بحياتي ... وداعا ياشموخا تجرحه دموعي وكبرياء يتبدد بضحكاتي وهدوء يضج صخبا بحكاياتي وثورة تسكن حينما تلمس مني حاجتي لك .. وداعا يا نهر العاطفة المتدفق


هدى 3/1/2009

اليوم أيضا لي كلمه ..

جداه .. مؤلمة حالة فقدي لك .. قد يظن الآخرين أن الايام والأعوام كفيله لتبدو مصيبة فقدك أهون وأخف من ذي قبل .. انما لا .. فكل يوم حزني يتضاعف .. آه لو تجمعني بك لحظة ككل تلك اللحظات التي كانت حيث كنت تأتيني تأخذني أجلس قربك أقود أنا السياره وانت تنصحني وفجأه تطلب مني أن أذهب قرب البحر نجلس فنتحدث .. كان ذلك سرا من أسرارنا انا وأنت فقط .. جد وحفيدته .. ليت لحظة من تلك اللحظات تعود فاشتكي لك مر ما قاسيت من كل تلك الأعوام بدونك ..
جدي .. مؤلمه وقاسيه الايام .. مر هو فقدك .. وبشع هو يتم الجد .. فلا ظلال ولا نور .. فقدت معك لحن حياتي .. صوتك إذ غاب عني عاطفتك همسك أنفاسك .. رائحتك التي تملؤني أفتقدها .. أكتب مقالاتي لمن وانت لم تعد تتابعني أقرأها لك فتناقشني بها .. أتحدث لمن وانت لم تعد تجلس تنصت لي واتلهف بدوري لصوتك يجاري حديثي .. أحفادك من ابناء خالاتي  حينما أجلس أحدثهم وانا اكبرهم لاي ذكرى سنشتاق
فقط وكلما حدث لنا ماهو سبب لضحكتنا وسعادتنا أعود فاترك للسعادة بقية من دموع لاقول رحمك الله جدي ..
كم يظلمنا القدر دونك .. كم تقسو علينا الدنيا دونك .. كم كبرنا .. شبنا دون أن نشعر ونحن نتلظى تحت جمره آهاتنا ..
كلما أتيتك زائره أجلس قربك احدثك وأعلم كم تشعر بي وتسمعني حتى انك تزورني باحلامي تحدثني .. فقط أسألك رضاك عني حتى والتراب قد واراك .. بالمرة الأخيره زرتك وقد ودعت خالي .. تركناه هناك بعالمك .. ولعله أخبرك كم كان يشتاقك معنا .. ولربما أخبرك أنني أصبحت خاله إذ رزقت أختي بمولوده ..
جدي سأحقق حلمك وطموحك الذي تنشده بي .. سأذكر نفسي دوما بنصائحك وسأسير الدرب على نهجك وحسب دروسك .. سأواجه رغم أن التيار عكسي ويكاد يقتل اندفاعي وقبولي على الحياه .. بعضهم يتقصدني ولا أجدك تواجه معي .. ادعو لي
آه يالوعة اليتم ... فقدت معك دلالي

هدى القلاف
27/12/2011

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

رأي على صعيد الانتخابات

الكويت وبعد ما مر بها من أحداث سياسيه ساخنه تعيش باجواء انتخابيه .. فبعد قضية الأيداعات المليونيه وتضخمات بعض الحسابات البنكيه المتورط فيها بعض نواب الامه كما هو مزعم  وبعد ماحدث بساحة الأراده بالاربعاء الأسود واقتحام بعض النواب ومجموعات شبابيه لقاعة عبدالله السالم بمجلس الامه وبعد كل الآراء مابين مؤيد ومعارض بقيت كلمه أخيره للشعب يحسم فيها وبديمقراطيه أحداث الشارع ..
الديمقراطيه علامة ارتقاء الشعوب  .. هي ليست مجرد اختيار وانما هي تحكيم عقل واتخاذ قرار يليهم اختيار من شأنه تحقيق حاله من الرضى .. وممارستها ليست مجرد تعبير عن الرأي وانما قراءه سليمه واعيه لسطور نريد تحقيق التوازن بين كلماتها وهذا التوازن نحققه من خلال تطلعاتنا ورغبتنا بالتغيير ..
اليوم الشارع الكويتي بكل فئاته الاجتماعيه يؤكد على الوحده الوطنيه ويطالب بنواب أمه يمثلون الشعب ويرتقون بالكويت لتحقيق التنميه .. وككل أبناء هذا البلد تبقى لي وجهة نظر قد تتفق غالبا مع رأي الشارع وتختلف أحيانا معه  وأرى بأننا بتنا وبأمس الحاجه لصفات ثلاث مهم وجودهم بمن سينهض بالكويت وممثلا عن الشعب الكويتي بالمرحلة المقبله ... شباب .. وطني .. ذو كفاءه
فيما يخص صفة الشباب .. فأعتقد من حق البلد ان تحظى بخدمة أبناءها .. والدور هو دور الشباب خصوصا هؤلاء من جيل الستينات و السبعينات الذين يتطلعون  بل ويتعطشون لمستقبل زاهر للبلد ويملكون أفكار وتصورات .. كما  وان المجلس بحاجه لتغيير وجوه وتغيير دماء ..
وعن صفة الوطني .. فبدون المزايده على وطنية أحدهم وانما الحاجه باتت  للمواطن الذي يضع الكويت بكل أطيافها نصب عينيه .. وانا اقدم هنا الكويت قبل الشعب لأنها هي الرائده ومتى ارتقت ارتقينا نحن وتقدمنا بتقدمها .. الكويت اليوم بحاجه لوطني يرفض كل الانقسامات التي من شانها خلق بلبله بأمن البلد .. وطني يحرص على الكويت .. وطني ينتهج الاصلاح بدلا من الخلاف للنهوض بدولة القانون .. وطني يخدم من خلال تشريع القوانين بدلا من خدمة المواطنين والتي تخترق صف القانون بالواسطه .. وطني يخوض الانتخبات بدون فرعيه ولا تشاوريه يخوضها إيمانا منه بشعب قادر على اختيار الأفضل ..
وأما ما يخص ذو الكفاءه .. فلا اقصد هؤلاء من أصحاب السير الذاتيه الطويله كما واني حتما لا اقصد البعض ممن يجيدون القراءه والكتابه .. وانما الكفاءه هي خدمة المجتمع ... من حق الكويت أن تنهض بنواب من الشعب خدموها من مواقعهم حتى قبل أن يقرروا خوض الانتخابات البرلمانيه .. وسيستحسن بعد النظر لمدى خدمتهم الاجتماعيه العوده للسير الذاتيه وقائمة الشهادات والمناصب
أخيرا ... ربما المسؤوليه التي تقع على عاتق الناخبين ضخمه جدا واختيارهم سيحدد المرحله المقبله ومدى تطورها .. وقد تصدح بعض الأصوات الرنانه وتؤكد على اهمية ان تصب اختياراتنا بما يحقق الوحده الوطنيه بعيدا عن القبليه والطائفيه .. ولي بذلك مجرد كلمه .. المرشح يخوض الانتخابات من أجل الكويت ولتمثيل شعب الكويت كافه دون أن يضطر لستر اسم عائلته أو التخلي عن قبيلته ولا حتى مضطر للتخلي عن مذهبه وعقيدته كما وان الناخب من حقه أن يختار ضمن مقاييس الاختيار لديه  وأؤكد أن تلك المقاييس كل يحددها لنفسه وفق ثقافته ومبادئه ومحيطه وتجربته الحياتيه وحتما وفق كل ذلك  سنجد ان اصوات القبليين لابن القبيله والشيعه للشيعي والسنه للسني وانما هذا لايعني ان يكون التهافت على الكرسي البرلماني فقط من أجل خدمة فئه دون أخرى كما وان على جميع الفئات احترامهم  وتقبلهم وايمانهم ببعضهم لبعضهم الآخر.. بقدر ما نستطيع وأيا كانت مقاييس الاختيار فالحاجه تقتضي شباب وطني ذو كفاءه ... الكويت نعمه من الله .. أمانه والواجب أن نصونها

هدى القلاف
14/12/2011

صباح بلا طابور

صباح بلا طابور
طابور الصباح ... لا أظن بمدى الحاجه للتفسير .. فالجميع ممن التحقوا بمدارس وتعلموا يعرفون ما معنى طابور الصباح انما ومن باب  العلم فلربما البعض قد يحتاجون للمعنى إذ من الممكن أن مدارسهم تختلف عن مدارسنا وبلا طابور ...
طابور الصباح ... لقاء يومي يبدأ صباحا  بالسابعه والربع او السابعه والنصف تبعا لمواعيد العمل بالمدارس .. يضم هذا اللقاء مدير المدرسه ومساعده او نائبه والمدرسين كافه وايضا الطلبه .. لقاء يقف الجميع به يستهلون اليوم ببعض الحركات الرياضيه ليعم النشاط بالصفوف الطلابيه ... ومن ثم تتلى بعض آيات من القرآن الكريم وبعدها تحية العلم .. واخيرا تسلط الاضواء بالاذاعه المدرسيه على عمل نشاط الصحافه بالمدرسه الذي يعمل يوميا لتحضير كل مايلزم كبرنامج ... هو برنامج منوع وكأنك تقرأ صحيفه فعلا ..
فليتخيل القارئ مدرسه بلا طابور ... شخصيا لم اكلف نفسي باطلاق خيالاتي لانني لا اريدها ان تصل لحيث أشعر ان مبادئي وقيمي تبعثرت بزمن التقاعس والمتقاعسين ... خاصه وانني شعرت بالاحباط بعد أن قرأت مانشرته جريدتنا الغراء القبس عن النائب عسكر العنزي ..
إليكم نص ماكتب تحت المانشيت الصغير( العنزي يطالب بايقاف طابور الصباح في المدارس ) بالصفحه 18 بعدد 12775 ليوم الثلاثاء 23من ديسمبر 2008
دعا النائب عسكر العنزي الى وقف طابور الصباح في المدارس بسبب شدة البرد . وقال العنزي في تصريح صحفي ان البروده الشديده في الصباح تنتج عنها أمراض عديده لدى ابناءنا الطلبه مما يؤثر على تحصيلهم العلمي ، وتمنى العنزي من المسؤولين في وزارتي التربيه والصحه التعاون فيما بينهم لاعادة العمل في العيادات المدرسيه في ظل العدد الكبير للطلبه في المدرسه الواحده
في ظل التأزيم السياسي الداخلي بالبلد ... وفي ظل الأزمات الاقتصاديه بالعالم التي تؤثر علينا .. وفي ظل المشاكل والظواهر السلبيه بالبلد بات طابور الصباح أزمه هو الآخر ... وللاسف الاسباب هي البرد الشديد .. وكأن مدارسنا بالقطب الشمالي وليست بالكويت
ان موسم البرد الشديد المزعوم بالكويت شهرين الى 3 شهور وذروته تكون بالاسبوع الاخير من الشهر الاخير بالسنه او اول شهر يناير وغالبا الطلبه يكونون بعطلة منتصف العام ثم أن هناك أسواق بالكويت يوميا يتهافت عليها الكويتين للشراء  حتى انني اتصور ان الملابس ستكون  من ضمن السلع التموينيه يوما ما لشدة التهافت  عليها هذا غير ما يبتاعونه من أسفارهم من ملابس ولاضير لو ان الطلبه ارتدوا ملابس كفايه .. ثم ان البرد بالكويت ننتظره بفارغ الصبر والاجدر أن نشعر بالالم على طلبتنا بالصيف وهم تحت اشعة الشمس ولهيبها
ان هذا الاعتقاد مخيب للآمال ... فالذي يطالب اليوم بوقف الطابور بالشتاء سيطالب بوقفه بالصيف أيضا وقد يطالب باعادة بناء المدارس وتقليص مساحاتها والغاء الساحات خصوصا ساحة العلم بكل مدرسه والتي تخصص لطابور الصباح وبذلك يصبح لدينا مساحات كافيه لبناءعلب صغيره ... علبه لكل طالب يحتجب بها عن لقاء زملاءه بعدها سيؤول به الحال بلا انضباط ...
 ان طابور الصباح انضباط  كما كان بزماناتنا التي تبدو بعيده فلطالما كنا نحضر مبكرين لانتأخر عن موعده خشية أن نحاسب حتى بات بنا الحال نحضر لتأدية مهماتنا العسكريه اليوميه وبحب وتفاني ... كنا نقف نحرك اجسادنا الصغيره تحت كل العوامل الجويه لذا فلم يعاني احدا منا بما هو منتشر الآن  من السمنه المفرطه .. كنا نقف ننقي قلوبنا الصغيره الطاهره بقراءة القرآن مما يزرع بداخلنا السكينه والخشوع ولم يعاني احدنا مما هو منتشر الآن من استهتار وعصبيه وتهور .. كنا نؤدي تحية العلم ونحاسب لو بدت اصواتنا منخفضه لنكرر التحيه وبصوت أعلى ولم نعاني مما هو منتشر الآن من عدم الاحساس بالوطنيه .. كنا نهتم لما يذاع علينا من أخبار ودائما كنا بقلب الحدث على غير عادة الحاليين مهمشين عن كل حدث وعن كل مناسبه ...
كل ما ينتشر اليوم هو باساسه مرض .. مرض اجتماعي وتلك أخطر بكثير من الامراض العضويه .. كنا بطابور الصباح وسيستمر ابناءنا به ... فمن بعد هذا الطابور تخرجنا صيادله وأطباء ومحامين ومدرسين واقتصاديين وسياسيين وايضا نواب ... وسيستمر ابناءنا ليحصدوا نتائج .. تمنياتي ان تكون اعظم من نتائجنا هذا إذا حرص كل مسؤول بوزارة التربيه على استمرار المدارس بطابور الصباح ..


هدى القلاف 23/12/2008

أنشر هذا المقال مجددا لان النائب السابق عسكر العنزي يصرح كما وصلني عبر خدمة برلماني الالكترونيه بتاريخ 14/12/2011 ببرنامج التواصل الاجتماعي تويتر (عسكر: مرحبا بالعودة لصناديق الاقتراع، ولنعطي الناخبين فرصة لاختيار من يلتفت لمعاناتهم...) كعادته يفكر بالبشر .. بالأشخاص .. بالمواطنين دون أن يضع نصب عينيه الوطن .. فقط مجرد كلمه أود لو أختم بها للنائب السابق .. عز الوطن عزنا يعلا ويرفعنا .. باعتقادي اذا هناك من يعاني فالسبب يعود لتقاعسكم عن تادية الواجب اتجاه الكويت

قوه بشريه ولكن حتى اشعار آخر

بزخم الاحداث السياسيه التي تشهدها البلاد ... تارة احداث تحرك نبض الشارع وتارة اخرى يقف النبض وكان شيئا لم يحدث ... وبالرغم من حالة الملل التي اصابت الشارع الكويتي بسبب تردي عمل مجلس الامه والحكومه  تبقى هناك قضيه تشغل تفكير كل مواطن كويتي ... وبمعمعة كل التساؤلات اتجاه تلك القضيه يبقى تساؤل وحيد لاينفك من طرح نفسه متعاليا ... الى متى تستمر قضية البدون ..
البدون مجرد كلمه او اصطلاح اطلق على فئه تعيش بالمجتمع الكويتي تتعايش مع ابناءه ولايملكون اي اوراق تثبت انتماءهم للكويت ... باختصار هم بدون جنسيه ... الاثبات الاكثر أهميه والذي من خلاله يمكن اصدار اي اثبات آخر
فمنذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي بدا تفعيل قانون الجنسيه حيث اصدر لكل مواطن جنسيه واثر ذلك اصبح لكل من يملكها  امكانية حصول ابناءه عليها استنادا عليه .. وهناك فئه لم تحصل عليها لعدم استقرارهم بذلك الحين بالكويت خصوصا وان القانون كان ينص على ان المواطن الكويتي الذي استقر بالكويت منذ عام 1920 له الاحقيه بها ... عدم استقرار البعض ادى لعدم تثبيتهم ككويتين باوراق رسميه تتمثل بالجنسيه الكويتيه ... منذ ذلك الحين والقضيه تشغل الشارع الكويتي بل وهي حديث الساعه بالكويت ... ومع مرور السنوات اخذت تلك القضيه تتمحور وتتخذ اشكالا مختلفه وصلت بنا اليوم لمنحنى يسيء للكويت حكومة وشعبا ... وهذا ما لانرضاه ككويتيون .. بتنا حديث لكل من هب ودب وباتت سيرتنا تتعالى بالسوء عبر المدونات والمنتديات وعبر وسائل الاعلام مسلطين الضوء على قانون يحرم البعض من اوراق ثبوتيه يتهمنا بعدم الانسانيه ناهيك عن هؤلاء الذي باتوا ينشرون ثقافة التمييز ويشهرون بالكويت على اساس انها تفضل الجنسيات الآسيويه على الجنسيات العربيه وعلى فئة البدون ..
لست هنا ومن خلال مقالي لاثبت عكس ما يقوله البعض ... فانا ممن يؤمن بحكمة تقول الكلاب تنبح والقافله تسير ... ونحن ككويتيون نعايش الاحداث ربما نريد حلا لهذه القضيه ولكن نملك من الانسانيه ما يكفينا لنحتوي العالم تحت سماء الكويت ... فقط انا اود ان اطرح وجهة نظري ...
مالذي يضر المجلس والحكومه من عقد جلسه لاتناقش البدون كقضيه وانما كقوه بشريه ... تلك الفئه ليست بالقليله لنهمل كل ما يتعلق بها ... كما وانهم يعيشون بفطرتهم حيث لا يمكن منع تزاوجهم او تحديد نسلهم او حتى حرمانهم من الحياه .. مالذي يمنع من سن قانون يفعل لصالحهم وذلك من خلال استثمارهم كقوه بشريه تفيد البلد وبذلك تستفيد ... مالذي يمنع من منحهم اوراق تثبت اقامتهم بالكويت لحين التوصل لحل أخير بقانون التجنيس ...
فليس من العدل ان يتزوج الانسان بدون توثيق عقد زواجه لينجب بدون صدور شهادة ميلاد لطفله وليستمر به الحال دون امكانية العمل بالتالي عدم الحصول على مسكن ملائم ناهيك عن اضمحال فرصة التعليم للاطفال بسبب قلة المال حيث يضطرون للتعليم عبر القطاع الاهلي .. اخيرا يموت الشخص دون صدور شهادة وفاة بحقه ... يعانون ابناءه وتتكرر الماساه يوميا .... رغم كل ذلك لازال هناك امل لهؤلاء يتمسكون رغما عن انف القانون بالحياه منتظرين الانصاف ...
ولا اوجه كل اللوم على القانون ربما البعض منهم عنده من الاسباب ما يكفي القانون حرمانه من الحقوق ولكن ليس الجميع .. فلماذا لا نستثمرهم كقوه بشريه ... لماذا لا نوفر لهم فرص عمل ونسن لهم قانون للتامينات يكون خاص فيهم حيث بذلك يتمكن الفرد منهم من تعليم ابناءه بالقطاع الخاص كما ويمكنه تاجير سكن مناسب ... ولماذا لاتسن قوانين اصدار اوراق ثبوتيه غير الجنسيه ... على الاقل اثبات اقامه يمكنهم من ممارسة حياتهم بعيدا عن تخوفهم من المجهول .. نهاية .. هم اولى من سواهم بالعمل داخل الكويت لانهم يتعايشون وابناء الكويت ويبقون من صلب المجتمع الكويتي ..
الجمعيات التعاونيه تستقطب بعض العماله من الدول العربيه للعمل بها كمحاسبين ... لماذا هؤلاء بدلا من فئة البدون .. محطات البانزين يستقطب لها عماله خاصه للعمل لماذا لايعمل البدون بدلا منهم مع منح امتيازات .. شركات الامن والحراسه تستقطب العماله العربيه والاسيويه أيضا فلماذا لايعمل من هم من فئة البدون ... مؤسسات حكوميه  واخرى من القطاع الخاص تملك حل جزء من هذه القضيه .. وتقف صامته ...
اخيرا ... اثار حفيظتي الكثير من المقالات التي قرات بمدونات كثيره وايضا بعض الايميلات التي تصلني باستمرار .. كلهم يسيء للكويت وللكويتين .. فلذاك الشاب من فئة البدون والذي ارسل بكلماته للكويت من بريطانيا العظمى حيث يلومنا على تقصيرنا ... تاكد ان القضيه تشغل الجميع وربما من حقك نبذ الحال الذي اضطرك للرحيل لبريطانيا انما ماليس من حقك ان تسيء للكويت التي اعترفت بفضائلها عليك من خلال الرساله المتناقضه ...
ولكل من كتب عبر المنتديات وعبر المدونات ولكل من ظهر بوسائل الاعلام ليقلل من شان الكويت ... مجرد كلمه ساكتبها هنا لتسكن بذاكرة التاريخ .... نحن بمنتهى الشفافيه حيث ان مشاكلنا تنعكس وتظهر للجميع ونتمتع باخلاق عاليه حيث لا نشن هجوما على منتقدينا نقدا غير بناء ... ونبدو دائما بمحط انظار الجميع بل ويحسدنا الجميع لا لخير نمتلكه بل لانسانيه تفوق الحد .... فما من بلد يستضيف وافدين وعماله تفوق اعدادهم اعداد المواطنين ويشاركون ابناء الوطن حقوقهم .. والاهم ان الخدمات تقدم لهم مجانيه وكل ما يمكن تسهيله يقدم على اطباق من ذهب اليهم ... لا نحسدهم وانما احمدوا الله على نعمه ...
ولكل ابناء الكويت ... ضعوا المستقبل نصب اعينكم وجاهدوا بنيل العلا حيث من شانه رفع اسم الوطن عاليا .. وكونوا الصرخه التي تصم آذان كل متقول علينا ... كونوا سورا للكويت

هدى القلاف
29/7/2010

السبت، 10 ديسمبر 2011

اليوم العالمي لحقوق الانسان

منذ بداية الخلق .. حيث الساعة الكونيه أشارت للحياه أن تبدأ وأشارت للموت أن استعد .. لازالت الحياه تسير بنظام نحو موت لاتعرف متى تصله وتكاد تبدو خالده حيث الطريق أطول من ان تنتصف به أو تصل لنهاياته أو حتى تبدو وكأنها لازالت ببدايته .. والموت هو الآخر لازال ومنذ لحظة  استعداده متأهبا وقد مرت الدهور وكأنها تواريه فأصبح وكأنه يجهل ساعة يسدل بها الستار فيعلن للحياة ان توقفي هذا دوري .. هذا بالساعه الكونيه .. والتي نعتبر نحن بني البشر وسادة الخلق جزءا منها..  لنا لحظات بها نعيشها نحن كسنوات مديده .. نولد ونحيا وتقدر لنا الاقدار اعمارا ومغامرات ونموت ..
أن الأمر هنا ليس مجرد مقارنه بين اللحظات بمنظومة الساعه الكونيه التي اتصورها والأعمار التي نعيشها وانما هو اشاره عن أن بداياتنا ونهاياتنا قد تبدو بالحياه  الكبرى مجرد لحظه وأن موتا أكبرا سينهي كل تلك الحياه أي اننا ولو توارينا بالموت فمادامت الحياه مستمره فنحن مستمرون بذكرى نخلدها تنتهي عند الموت الأخير ..
قد يبدو أننا خلقنا لمهمات شاقه ومهما حاولنا أن ننتهي من لحظة وجودنا بالكون فحتى نهايتنا هي مجرد بداية أخرى لها حديث يحكي عما كنا .. ولكي نتخلص من وهم المشقات فلقد أتت العقارب بالساعة الكونيه تتشكل بالحقوق والواجبات دون غفلة عن عقرب صغير يشير للعقوق .. ولانه اليوم العالمي لحقوق الانسان ولانه يوم ولدت انا فيه .. فلقد كان ماسبق مقدمة بثثت من خلالها خاطري بذكرى الميلاد والتالي هو مقالي بذكرى يوم حوق الانسان
لما كان هذا اليوم العاشر من ديسمبر يوم اعلان لحقوق الانسان فلقد بدأ ديباجته بكرامة الانسان وتحقيق المساواة والعدل والسلام من أجل ان تتجلى لكل انسان حريته بممارسة حقوقه بالحياه وقد كانت المواد تنص على ان يولد الانسان حرا وتقمع العنصريه بكل أشكالها والعبودية والاسترقاق والتعذيب والتنكيل  وأن يسمو الفرد بحياة تكفل فيها حقوقه كهويته الشخصيه ودينه واسرته ورأيه ... وكل ما يمكنه ان يبدو حقا له .. ديباجه وثلاثون ماده وردت من اجل حقوق الانسان .. واعتقد اننا بزمن أصبحنا به لانحتاج ان نعرف حقوقنا بقدر حاجتنا أن نعرف ماهي واجباتنا ومامدى ارتباطها بهذا اليوم العالمي .. وماهو العقوق وموقعه من كل ما سبق
واجبات الانسان هي كم العطاء الذي يمنحه  بحياته ليجني حقوقه .. نعم فهناك مايكفله لنا الخالق والشرع والقانون انما لنتمتع بكل ماهو مكفول علينا أن نلتزم بوقفه نحترم فيها شخوصنا .. فاذا حق الانسان ان يولد حرا فواجبه أن لايخضع لآخر غيره .. ومدى خضوعه هو ما يمكنه ان يكون عقوق .. وهنا علينا التمييز على نقطه مهمه أن كل ماهو مكفول لنا لايمكن أن نكتسبه بتقاعسنا وانما بجهودنا وسعينا نحوه .. وكل ماهو حق لايمكن الحصول عليه دون أن يقابله واجب نقدمه
اليوم ومن خلال تلك الوقفه تحديدا ونحن بشهر الحسين ابن علي ابن ابي طالب سلام الله عليهم وابن سيدة العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها وعلى ابيها طه الصادق الامين .. الحسين المظلوم .. والمظلوميه دائما تشير لحقوق تعذرت رغم اداء الواجب عن كفالة صاحبها .. أقف من هذا العالم الذي يحتفل باليوم العالمي لحقوق الانسان وبالوقت نفسه لازال متمرسا بالظلم
أين حق الحريه والسلام ومئات لازالوا تحت وطئة الحرب والتهديد وبقعر سجون وظلام .. أين حق الدين والعقيده والعالم بات تحت سطوة جماعة تكفر مجاميع الخلق .. أين حرية الكلمه والرأي ونحن نتهاوى ونتضاءل إذ تتسيد علينا كلمات وآراء تشجبنا .. واين هي حرية العمل ولازال هناك عدد يتزايد بما يسمونه بطاله تلك التي أدت ببعض دول العالم لمجاميع تعيش على الارصفه تفترش الارض حتى قمعت حرية العيش بكرامه .. كل تلك الحريات وكل تلك الحقوق أين هي ... ببساطه فواجباتنا تكفلها لنا ... واجبنا بالجهاد ورفض القيد واجبنا بالتسامح دينيا وترك الخلق للخالق واجبنا باحترامنا الراي الآخر لتكفل لنا حرية الكلمه واجبنا أن نخلص بالعمل .. فالمطالبه بالحقوق هي اعتراف بالواجبات .. وللأسف موجة العقوق اليوم أتت من البعض الذين يعرفون مدى واجباتهم ويتقاعسون عنها ... وأعود لشهر الحسين ولأقف وقفتي مع أمتني الاسلاميه والعربيه
مايقارب الالف واربعمائة سنه قد مارست تلك الامه عدم التزامها الواجب  اتجاه الحقوق التي كفلها الله عز وجل للأنسان لم تلتزم العزه بالاسلام الذي أعزنا الله به  .. بينما التزم الامام الحسين بواجبه وتجلى ذلك من اول ما بدأ باستقبال كتب القوم تستصرخه فخرج يؤدي حج بيت الله إذ تمنع عنه ذلك .. ومن باب واجبه اتجاه حماية البيت العتيق الذي اقتحمته جماعة بسيوفها تطلب دمه  ألتزم هو بالواجب حيث خرج عنه من أجل نصرة دين الاسلام ... التزم بالواجب وخالفت الامه واجباتها بل وعقت عن كل واجباتها .. وماحدث للامام الحسين من مظلوميه لهو مثال حقيقي راسخ على ذلك .. وإلى اليوم هناك شيعه مظلومين لانهم ينتهجون التزام الواجب يقتفون أثر الحسين ...
واليوم فرسالتي اوجهها لأبناء الشيعه والتي انا منهم ... لاتعقوا .. وتعمقوا ببحث مدى واجباتكم لتنشدوا الحق وتعيشوا بظله .. فالامام المنصور الناطق بالحق .. سيظهر حينما تلتزموا كل واجب هو عليكم ..
التزموا الصدق والامانه والاخلاص .. ألتزموا حب الخير وحب الناس .. ألتزموا التعاون فيما بينكم .. التزموا حمد الله على نعمه .. التزموا العباده .. ألتزموا الواجب ليكون محياكم محيى محمد وآل محمد ومماتكم ممات محمد وآل محمد
ورسالتي الأخرى لابناء وطني .. لاتعقوا .. وادوا واجبكم اتجاه الكويت .. لتنعموا بحقكم فيه .. حق المواطنه مكفول لنا وانما علينا ان نكون مواطنون ونعمل من أجل الوطن .. نعمل وبأمانه .. نحب وبصدق .. نتحاب باحترامنا لبعضنا البعض .. علينا ان نلتزم العطاء .. علينا أن نلتزم حفظ الأمن وعدم النخر بسكينة الوطن .. علينا الالتزام بتقويم أنفسنا ضد مغريات الدنيا لننعم بوطن هو كل حقنا الذي نرجوه
أخيرا .. على كل انسان أن يعرف واجباته بحياته وان يكون صادقا بتأديتها حتى لايكون عاق فتتخلى عنه كل حقوقه .. ودائما وابدا الحق مكفول فقط لمن يلتزم الواجب اتجاه نفسه ثم الآخرين

هدى القلاف
10/12/2011

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

مناهضة العنف ضد المرأه

الخامس والعشرين من نوفمبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ... وقد يتراءى للبعض من الذين سيقرأون مقالي أنني سأنبذ كل أشكال العنف ضد المرأة وقد أعدد أشكاله وربما ساخصص أغلب فقرات المقال للرجال اذ ساوجه لهم لكمات خصوصا وانهم الطرف الآخر المتسبب بهذا العنف بعد العادات والتقاليد ... الا أن التصور هنا مغاير لواقع الهدف من المقال حيث انني بصدد عرض فكرتي ضد هذا العنف .. وبصدد توجيه بعض كلمات لمثيلاتي بالجنس .. ولصاحبة هذا اليوم "المرأه"
حينما أصبحنا بالقرن الواحد والعشرين حيث المجتمعات أضحت أكثر تفتحا على العالم بات لدور المرأه فاعليه لاينكرها أحد ... فدور المربيه بات مرتبطا بمسؤوليتها تثقيف نفسها لذا فمن العنف ضد المرأه ان تحرم من التعليم ودور الزوجه ارتبط أكثر بوعيها لذا فباتت مسؤوليتها بحرية اختيارها لزوجها وحريتها أن تبدي رأيها بتفاصيل علاقتها ومن أقسى أشكال العنف ضدها أن تحرم من مسألة الاختيار تلك أما عن دور المثقفه فلم يعد بتحصيلها العلمي وما تقدمه للمجتمع بل ما يقدمه المجتمع لها وما يستفيده منها وتقديره لها لذا فمسؤوليتها باتت بكسر حاجز التخوف والخجل ومن العنف أن تحرم فرصتها من الظهور بسبب العادات والتقاليد ... وأدوار كثيره يصعب أن نوجزها بمقال إذ كانت موضع بحث واسع ..
رغم ما للمرأة من دور بمجتمعها فلازال للعنف فرص النيل منها .. انما مالذي أحرزته المرأه ضد هذا العنف ..
للاسف الشديد ... المرأة باتت هي من يمارس العنف مع نفسها .... تعتقد أن حريتها اتت من تعاليم الدين واعتقدت أن العادات والتقاليد قيود تكبل حريتها ... أرادت كسر حاجز بحياتها ضنا منها انها بقيمها وأخلاقها ستحرز انتصار ارادتها ولكنها غفلت عن حقيقة أن الدين منحها الحريه باطار الفضيله لا الرذيله ... فلقد منحها حق التعليم ولكنه لم يمنحها حق أن ترافق رجلا بحجة التعليم ... منحها حق أن ترتدي وبحشمه ولكن الحشمه لا تأتي من واقع غطاء رأس يتشكل حسب الموضه ... منحها حق أن تتكلم ولكنه اشترط  بصوتها دنوه .. منحها حق ان تتزين ولكنه اشترط عدم تسكعها ... هذا الاطار العقائدي الديني يشكل حدودا على المرأه ان تبقى ضمن دائرتها ... اما بالنسبه للعادات والتقاليد ... فالعادات تختلف مع مرور الزمن ولكن تحدها التقاليد فتراعي أن لايكون تغيرها مخالفا لتعاليم الدين ... اذن فالثلاثه دين وعادات وتقاليد متلازمين بصله على المرأه الالتفات لها والبحث فيها قبل ان تنزع عباءتها .... هذا التلازم يشكل للانسان قيم ونوعية تلك القيم تفرضها الاخلاق الذي يتحلى بها الفرد .. والاخلاق أمر مكتسب من التربيه ...
بمقابل كل ذلك أعود للمجتمع الذي يتفنن بزج المراه بتلك الهوه المظلمه حيث يحرمها من الحياه وممارسة دورها بدون ظل رجل او بدون ان تختبئ بعباءته التي أحيانا تبدو ملوثه بشبهاته .. للأسف البعض منهن تسمح للمجتمع أن ينال منها فتحارب العنوسه بزواج فاشل لا تحقق من خلاله إلا عنفا ضد انوثتها .. تتعامل والزواج على انه التقليد الذي يمنحها مدى وبعدا بتلك الحياه
ان مناهضة العنف ضد المراه ليست باقامة مهرجان ولا حتى باقامة احتفال او تجمع نسائي ولا حتى بقرار أن تضرب المرأه زوجها لتناهض العنف ضدها بالعالم ... تلك المناهضه تحتاج لنهضه انثوية حقيقيه تبحث باطار الالتزام .... نحن كنساء كافه لان نثبت للعالم باسره اننا قادرين ان نحمي انفسنا  وان نناهض ضد العنف الذي نمارسه بدورنا مع انفسنا قبل مناهضته من الآخرين ... ومن المجتمع
كل عام .. وكل أمرأه بالعالم بخير

الأحد، 27 نوفمبر 2011

وطني الكويت

كان المساء بساعاته الأخيره من ليلة شتويه تسترسل بطقوسها حيث السماء شديدة الظلمه والارض رطبه إثر زخات أمطار سبقت الليل لتملأ الأرض بالحياه .. أجواء تميل لرطوبة بارده تثير رعشة بالجسد .. وأنا كنت هناك أفترش رمال الشاطئ الرطبه والناعمه أدفن قدماي بها وكأنني ألتمس منها الدفء الذي لم تتوانى لحظة أن تشعرني به .. شعرت كم هي حنونه الأرض .. واسعه ولكنها تضمنا لاتضمن لنا الزوايا لأنها لاتعرفها وفقط نحن من يصنعها وفقط تمنحنا المساحات فنشعر باننا نملكها ..  دائما تجذبنا نحوها ورغم ملامحها المتغيره إلا انها طيبه جدا فسواء كان الشاطئ صخور وعره أو رمال كما هو الحال معي فستبقى الأرض منبع حب أرتبط بها فأنا منها وهي مني  .. وعبق رائحتها يملأ كل حواسي فأنتشي بها ألمسها اداعب حبات الرمل أحاول أن ابني قصورا وأحطمها كلما نظرت لتلك الموجات القادمه نحوي ..  شيئا فشيئا تقترب مني تحاول أن تملأ الارض حولي تعتريني نسمات بارده ولكنه الدفء يحاصر كياني فأسدل ستار عيني .. أجفاني .. واشعر بدموع تملأ حدقتاي .. أعود لأرفع الستار وإذا بي أملأ الفضاء بصرخات صامته تعبر عنها الدموع فابث للموجات وللمدى البعيد وللظلام شكواي ووحدها الأرض بغطاء الرمل الناعم اتشبث بها واستمد قواي منها ..
شكوت للوحة الطبيعه وقد ذللت كل أصواتها التي ملئت المكان لحنا شجيا يرافق سيل الآهات مني .. شكوت لها الماضي الجميل الذي رحل عنا بعد أن أهملناه بحجة الحاضر .. وشكوت لها المستقبل المجهول الذي نحاول أن نرتحل اليه أيضا بحجة الحاضر ... كم هو مؤلم هذا الحاضر يسرقنا من طفولتنا من أجمل لحظاتنا من كل تلك الامسيات الشتويه التي نقضيها ملتفين حول المدفئه نتقاسم الحديث والضحكات وناكل كل مالذ وطاب من الحلويات .. لم نكن نفترق ولم يتناقص يوما عددنا بل كنا نتزايد تارة نجد بيننا جاراتنا وتارة أخرى صديقاتنا .. كنا دائما متشابهين رغم فرق بالملامح والأصوات .. كم هو مؤلم هذا الحاضر إذ غير ملامح لهجتنا ضحكاتنا اسلوب حديثنا ومواضيعنا حتى نحن تغيرنا فلم تعد لنا ذات الهويه بل اصبحنا مصنفين حسب هويات .. شيعه .. سنه .. بدو وحضر وهوياتنا اصبحت هي الاخرى مصنفه لهويات اخرى .. معارضين ومؤزمين ومؤيدين وأنصار وموالين  .. كم هو مؤلم الحاضر  اذ لم يترك لنا عقل يفكر بالمستقبل بأمل فكثيرون ذهبوا عنا مودعين مستقبلنا قبل أن يصل ذهب كل مايدعو للالتفاف حول ذات المدفئه ذهب الصخب والضحك والحوار .. بتنا لانعرف بأي راحلة سنصل للمستقبل هذا اذا كنا فعلا نملك من المستقبل بعضه .. كم هو مؤلم ذلك الحاضر يحاصرنا لنبدو به أغراب لانعرف ملامحه نجهلها .. نجهل الطرقات التي جمعتنا يوما .. نجهل الأشخاص الذين التقيناهم .. نجهل المدينة والاحياء .. نجهل من نحن وكيف نبدو وماذا نريد .. فقط البحر هو الذي نعرفه ويعرفنا حق المعرفه .. فها انا ذا أجلس امامه والمدينة التي سافر ماضيها ولهثت وراء مستقبلها خلفي اترحم على ماتبقى منها .. أحاول ان اجتث الاحلام من صدر الموجات فأجدها ترقص السامري بثوبها الواسع تنزل بكل جسدها للأرض وكانها سترتطم فتنهض شيئا فشئا يتصاغر حجمها تختفي وتتلاشى على الرمال الناعمه .. أقبل الفجر وأشرق اول خيط نور انعكس على أدمعي فاحرق خد الورد .. جاهدت أن أبقى كما أنا ولكنها الشمس ملأتني فوضعت رأسي بين ركبتاي بكيت كثيرا وبالكاد حاولت رفع راسي وإذا بي ألتفت للخلف ... البحر أصبح من حولي .. واصبحت المدينه بعيده جدا .. حتى الارض لم تعد تجذبني .. فالماء فعل فعلته  السحريه وحملني هو واصبحت عائمه ...
هذا الصباح رغم الشمس بارد .. والماء لايرحم ضعف جسدي الذي فقد توازنه إثر كل ما بثه من شكوى .. كم اضحى الشاطئ بعيدا عني والارض ان لم تقوى على جذبي فأنا قادره على أن أستسلم لقوة الماء ليبتلعني فأصل للأرض انغمس بالرمل مثل كل الأصداف المنغمسه .. قادره على أن اموج مثل كل موجة وربما سأصل .. حينها لن أتمنى اكثر من أن أجد بالحاضر المؤلم صفحات بيضاء أرسم عليها أحلامي وطموحاتي بفرشة طفلة أتت من الماضي تحمل معها رؤيا جميله ..
كم أتمنى ان تشرق شمس تملا الكون بياضا ونصحو نحن من غفواتنا عنوه نسرق منها أحلامنا الجميله .. ننهض نجد بين اصابعا تلك الريشه التي كنا نعجب بشكلها وملمسها ونحن أطفال ولانعرف كيف نستخدمها ..فكنا  نرغم ذوينا على أن يبتاعوها لنا ويتناسون انها بحاجة للالوان .. تبقى بين كل حاجياتنا فننساها .. نكبر فنضحك على براءتنا حينما قررنا ان نمتلكها .. كم اتمنى ان اسرقها من أحلامي لأرسم بها على بياض الكون طموحاتي ثلاثة ألوان أخضر اسود واحمر ان اجتمعوا مع بياض الكون أصبحوا رمزا رائعا ساتمكن أن ألتف حوله مع كل الذين التفوا معي سابقا ..
وستعلوا هتافاتنا
تحيا الكويت .. تحيا الكويت .. تحيا الكويت
عاش الامير .. عاش الامير .. عاش الامير
ثم ننشد نشيدنا ... وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد
كم اتمنى أن أقف على سطح البحر اراقص الموجات تحملني معها تتسابق نحو شاطئ مدينتي فاراها لوحة رائعة تسكرني بجمالها الاخاذ ..
كم وكم وكم .. كل ذلك يحتاج فقط أن نعشق  الكويت بعمق ..
هذا حلم مواطنه ثلاثينيه عاشت بزهو الماضي الجميل وتطمح لغد تثق به .. حلم وطموح لم يتكرر بهم سوى الكويت .. فذكرت نفسي انها معي لانها أمانه أمنها وأمانها واستقرارها هم ايضا أمانه
صباحاتها وكل امسياتها أمانه


هدى القلاف
27/11/2011

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

عشق الوطن .. عمل

الكويت ومنذ أن بدأت اعتمدت على سواعد رجالاتها لتنهض وبكل فخر نهضة شعب يريد أن يسمو بعطاءاته لوطن أعطى أكثر .. ذلك الرابط  بين جموع البشر والأرض أضحى لعلاقة حب ازليه نسميها اليوم وطنيه .. وتلك الاخيره لامزايده عليها فالشعب دوما متماسك .. تعشق كل أطيافه وقبائله بعضها البعض .. جميعا عشقوا الكويت بذات اللغه وبذات المنهج وحذوا ذات المحذى نحو رفعة وطنهم .. وقد كان أساس العطاء هو العمل
اليوم وبكل ماتتعرض له الكويت من أحداث فالدعوة للعمل مهمة جدا .. العمل من أجل الكويت .. العمل من أجل ان نستمر بنهضة الكويت .. العمل من أجل أن نسمو .. وهنا العمل يحتاج لتكاتف الشعب ولتلاحمهم يحتاج لشعورهم بالحب اتجاه بعضهم البعض بعيدا عن كل تداعيات الطائفيه والقبليه  .. يحتاج أيضا لوطنيتهم
وبالرغم من أن الماضي كان محدودا بمجالات العمل إلا انه كان زاخرا بالعطاءات واليوم ورغم تعدد المجالات فمن المؤسف أن نفتقر لمدى العطاء الذي نرجوه من أجل الكويت حيث نجد أن الغالبيه كل تشغله نفسه ليصل بذاته وبصوته وبلغته .. لا بوطنه
بتلك الأحداث الأخيره التي مرت بها الكويت كل ابدى أسلوبه ورايه ومنهجه وانا كمواطنه كانت لي وجهة نظري .. ودعوت من خلال مقالاتي وبعض كلماتي الجميع للعمل وحرصت على أن الكويت لايمكنها أن تستمر بنهضتها إذا ما حاولنا جميعا كشعب وكل في مجاله رفع اسمها عاليا بانجازاتنا والتزامنا العمل وباخلاص
اليوم شعرت ان هناك من يشاطرني ذات الرأي .. وقد يستفهم كثيرين عن شخصه وهويته .. هو طارق القلاف بطل أبطال العالم ومحترف في الولايات المتحده الأمريكيه بنادي نيوجرسي لمبارزة المعاقين والمصنف الأول عالميا وحامل شهادة أفضل لاعب بالعالم .. بكل فخر أعتز أن أكتبه بمقالي حتى ولو لم يكن حاملا لنفس لقب عائلتي  فلست عنصريه كما واني لا اعرفه معرفه شخصيه وإنما هو يستحق بكل انجازاته أن نفتخر به ..  قرأت له اليوم من خلال برنامج التواصل الاجتماعي تويتر إنه يطمح للحصول على ميداليه ذهبيه بأحد البطولات .. أثلج صدري حقيقة .. فبزخم الأحداث هناك من يجد ويجتهد ويعمل وبكل اخلاص وتفاني من اجل أن يصل حاملا على عاتقه هوية الكويت .. وانها لفرصه حقيقيه انتهزها من خلال هذا المقال لاوجه دعوتي لابناء وطني   
بلدنا يحتاجنا فلنضعه نصب أعيننا ولنعمل بكل طاقاتنا لنصل به ولنترجم احلامنا بالتنميه لواقع نعيشه نعمل من اجل الوصول له .. نحن بحاجه لكل طاقه بشريه كويتيه .. بحاجه للرياضي وللفنان وللأديب وللإعلامي وللطبيب وللمهندس بحاجه للجميع كل بمجاله يمارس دوره وينتهج من العمل لغه يعشق بها الكويت  
أخيرا .. بالتوفيق لطارق القلاف بعمله وأتمنى له مزيدا من النجاح والانجازات وهنيئا لوطني بمواطن يترجم العشق بالعمل

هدى القلاف
23/11/2011

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

مع تطبيق القانون

اليوم وبعد كل الاحداث التي شهدها الأربعاء أجد أن هناك من يقف مؤيدا للمعارضه فقط لانه ضد الحكومه .. وهناك من يقف مع الحكومه فقط لأنه ضد المعارضه .. كما وان هناك من يقف ضد الاثنين لأنه مع الكويت ..
وجود معارضه يعني وجود صيانه لحق الوطن والمواطن إنما ماقامت به كتلة المعارضه كما سمت نفسها لايعدو أكثر من كونه همجيه من رعاع  أساء بحق الكويت وشعبها وأخل بالنظام والامن .. وبالتالي غدت الكتله كورم سرطاني يهدد استقرارنا ..
أما وجود تأييد للحكومه فهذا لا يعني أن نلتف حول شخص رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد .. ونترك مسؤولية النظر لأداء الحكومه المخيب اتجاه خدمة الوطن والمواطن واتجاه تنمية الكويت .. وانا رغم كل احترامي وتاييدي لشخص الشيخ ناصر المحمد إلا اني أجد أن هناك أسباب خلف تقصير الحكومه بدورها ويتوجب أن تكون هناك قراءه ورؤيا لابد وان يقف القانون حاسما بها لتنهض الحكومه بالبلد
وحول وقوف البعض مع الكويت ... فهذا يشكل الأهم بالنسبه لي ..
نقف مع الكويت يعني اننا لابد وأن نعي أهمية دورنا وواجبنا اتجاه الكويت .. كمواطنين تقع على عاتقنا مسؤوليه يتراخى البعض عنها ...
فالموظف الحكومي الذي لايلتزم بعمله ولايقدم أي انتاجيه من خلاله وتقع عليه عقوبات فرضها قانون الخدمه المدنيه وقانون العمل بالقطاع الحكومي ثم يبحث عن واسطه برلمانيه من أحد الاعضاء لتخدم مصالحه ويحصل على حقوق ليست من حقه أمام كل تخاذله .. هنا إن أدت الواسطه دورها فالخطأ على الحكومه التي يتم التجاوز بها على القانون وأن تصاغرت الواسطه عن المطلوب منها فسيقع أيضا الخطأ على الحكومه المطبقه للقانون حيث يتعامل الأعضاء على أن كل مايطلبه المواطن وان كان متخاذلا حق  وبكل الاحوال الحكومه تتمثل بالشيخ ناصر المحمد ..
أعلم أن الغالبيه التي تقف مع الكويت تؤيد وجود الشيخ ناصر المحمد بمنصبه ولكن تيقنوا انكم جميعا مسؤولين أمام الله أولا والوطن ثانيا .. فتخاذلكم بعملكم وبحثكم عن الواسطه بجيوب الأعضاء سبب أول لأن تكون الكويت تحت سطوة الداء الذي تصيب به كتلة المعارضه البلد
الكويت تحتاج وقفة ابناءها .. والحب عليكم أن تترجموه بالعمل الجاد .. والتنميه طريق تبدا أول خطواته منكم .. والقانون عليكم انتم التزامه لتتمكن الحكومه من اداء عملها  ..
الكويت لا تحتاج لعضو تخلييص معاملات خارجه عن القانون وانما تحتاج لمن يطبق القانون ولو على نفسه

هدى القلاف
18/11/2011

وداعا يا أحمد

يمناسبة العام الرابع ..

على نهج الاستاذ

التاسع عشر من نوفمبر للعام الثامن بعد الألفيه الثانيه ... يبدو التاريخ مهما خاصة لدى المثقفين والمهتمين بالقراءه ومهما لي أنا أيضا كاهمية اليوم الموافق لهذا التاريخ ... أنه الاربعاء ... حيث أنتظر أربعائياتك استاذي ...
انني على نهج الاستاذ اسير الخطوات  أحمل ثقلا من الماضي يثريني وأقبل على مستقبل زاهر بايقاع هادئ  يحدد بدقة طموحاتي ...  انها زيارتي لمعرض الكتاب الثالث والثلاثون .. ليست صدفه بل هي عادة وتقليد سنوي وخطوة صادقه تطرق أبواب المعرفه لاستنير منها ..  زيارتي أستاذي رسمت ابتسامة على محياي تلاشت حينما شعرت بحاجتي أن التقيك ككل عام هنا باروقة المعرض لالقي نظرة على كتابك الذي تحمله تعبر عن مدى اعجابك به وتنصحني ان اقتنيه لأقرأه .. شعرت بحاجة ماسه لالقاء تحيتي وطرح أسئلتي مستفهمة عن رأيك بالعرس الثقافي  .. شعرت بحاجتي الملحه أن اكون هناك فأثير باللقاء علاقة التلميذه بالاستاذ ...
دكتور احمد عبدالله الربعي ... استاذي الذي اشتاق لدروسه ومرشدي الذي افتقد نصائحه شاعري الذي لم يقرأ لي قوافيه بقدر ما قرأني بنظمي وفيلسوفي بكل الأزمنه التي قرأت وحييت وسأحياها ... كاتبي الأول ...
رغم الشهور التي مضت على رحيلك فلازلت تنبض حياة حيث فكرك الذي غرسته بعقول الشباب من طلابك وطالباتك ..
فعلى نهجك يا أستاذ ... بحثت بكتب الديانات والعقائد وقصدت أن اقتني الصريح منها والواضح حيث علمتني أن الدين تهذيب لا ترهيب إصلاح ونضج ووعي ويتطلب منا أن نقرأه من مصدره الصريح وان لانتخفى خلف شعارات نعم ولا بل نبدو بعقيدتنا ومتماسكين
بحثت بكتب الأدب ... فعرضت على نفسي تاريخ الشعراء .. من العصور القديمة تخيرت لي شاعرا أرتاد على كتبه كل عام لانه شاعري المفضل ومن ذاك الزمان لازلت أجني كتب كل شاعر كتب للوطن وللقوميه وللبطوله وللحب وللطبيعه وتهت باليوم وبشعراء في بداية المشوار مثلي قرأتهم ليكون لهم نصيب أن يستمروا باطراء او بنقد .. مثلك استاذي لك شاعر مفضل تتغنى بابياته وتحرص على حفظ ابيات شعراء لهم بعروبتنا بصمات وتبحث عن الجدد ايا كانوا
ايضا بحثت بكتب العلوم المختلفه ... لم ادخل لها من باب واسع لتربك أفكاري بل تناولتها بكتب مبسطه تثري معلوماتي لتكون البدايه نحو علم جديد اتعلمه فعلى نهجك يا استاذ أصبح الايمان مطلق بان تكون لنا تخصصاتنا شرط ان نحتوي من العلوم المهم منها ..
بحثت باروقة المعرض .. ووجدتك بصدر كل كتاب يحتوي فكرك .. فهل للقومية والبطوله بزماني فارس أعرفه أكثر منك .. وهل للنظال تاريخ لم اعرفه عنك .. وهل للحكمة والفكر قلم أجرأ من قلمك ... وجدتك أستاذي بكتب الآخرين الذين أحبوك بعمق وانتهجوا منهج الاستاذ .... وبحثت عن تخليدا لك ... يفتقدك مثلي ... حتى وجدتك تلوح فأقبلت مسرعه .... فاذا صورتك على غلاف كتاب " وداعا يا احمد "
تحيه للاستاذ يوسف عبدالحميد الجاسم الذي وضع بصمته ليخلد ذكراك ويحنو على الآخرين وانا أذ نفتقدك .... وليت المجلس الوطني للثقافه والفنون والأدب حرص على تأبينك بوقفات تفتقد حضورك وترثيك فيكون الشعار وداعا يا أحمد ... وداعا يا فيلسوف ... وداعا يا شاعر ... وداعا يا قومي عربي ... وداعا يا استاذ

هدى القلاف
20/11/2008


الجمعة، 11 نوفمبر 2011

في ذكرى الدستور

الحادي عشر من نوفمبر للعام الثاني والستين بعد الف وتسعمئه .. ليس مجرد تاريخ برزنامة الأحداث الكويتيه بل هو كل الأحداث .. هو الفاصل بين ماضي ومستقبل .. هو بصمه لتاريخ دوله .. وهو اعلان سمو لبلد ديمقراطي .. كان يوما ليعلن من خلاله الدستور .. فهل أصبح اليوم مجرد تاريخ رقمي .. هل باتت السنوات تحسب عدديا .. هل المستقبل الذي نشدوه بالماضي بات سرابا ومستقبلنا أصبح حالك الظلمه ..
نحن بذكرى الدستور .. والمضي بقراءة الاحداث نكسات او انجازات  كانت على مدى تسعه واربعون عاما ليست بالأهميه مقارنة مع أهمية البحث عن صدى الدستور بضمير الشعب .. نحن بذكرى الدستور وحاجتنا لان نعي اهمية أن نصل لكل تطلعاتنا بمواده  تلك التي علينا أن نقرأها بإمعان لنعرف واجباتنا اتجاه الوطن الذي منحنا الكثير .. أما حقوقنا فأنا أسقطها هنا عمدا ولا اعتقد أن بتلك الذكرى سنحتاج لقراءتها .. فالحق الذي يحتاج لمن يطالب به نحن كفله لنا الدستور .. و ان لم نأخذ كل حقوقنا فببعض تخاذلنا عن واجباتنا تركنا حقنا  .. لذا فالذكرى علينا أن نحييها بمعرفتنا واجباتنا لنكون خير من يكفل لهم الدستور حقوقهم ..
اليوم الكويت تتطلع للغد بشغف وكثيرون تتعذر خطواتهم عن المضي نحو الغد الذي نرتحل إليه بطموحاتنا .. فهؤلاء يتطلعون للمستقبل بمنظورهم لا بمنظور الكويت .. يتطلعون من خلال القبيله والطائفه والمذهب والدين والمنصب والمستوى الاجتماعي .. يتطلعون من خلال حبهم لنفسهم وهنا علينا ان نقف ونلتزم الدستور لنعي تماما أن اول واجب اتجاه الوطن هو حبنا جميعا له ... علينا ان نلتحم ونتفق ونسمو بحب الكويت وان ندع كل تلك الفوارق خلفنا ... نعم علينا ان نعشق الكويت بانتهاجنا تأدية الواجب
ذكرى انشاء الدستور تأتي بعد موجه اضرابات ومطالبات واضطرابات تاتي وربما ككل عام تعيد نفسها بطموحات لا تجد فرصه لتتحقق .. لذا فعلينا أن نحييها بتعقل .. لنجعلها مفترق طرق فأما  أن نضع اولى الخطوات على سلم  الرقي أو نبقى نناطح الاحلام متباكين على الماضي الجميل .. هذه دعوه صادقه مني كمواطنه كويتيه لكل مواطن كويتي يامل بالكويت نجاحاتها ... دعوه لكل طالب وطالبه حقكم بالتعليم كفله الدستور لكم والدوله تصرف ملايين لتتعلموا مجانا وواجبكم التسلح بالعلم .. دعوه لكل الموظفين بالقطاعات الخاصه والعامه حقكم بالعمل كفله الدستور والدوله حريصه على صرف مايؤمن حياه كريمه حتى لمن يتاخر التحاقه بوظيفه وواجبكم احترامكم للعمل والتزامكم بمواعيده وتفانيكم واخلاصكم من خلاله .. دعوه لأعضاء مجلس الأمه .. عملكم يقتضي احترامكم للدستور وللقانون ولتكونوا خير من يمثل الشعب فعليكم احترام الشعب ... عليكم أن تخدموا أبناء الكويت أبناء المجتمع الواحد بكل أطيافه وقبائله وفئاته  وان تضعوا الاولويه للمصلحه العامه التي لابد وان تتسيد كل المصالح الشخصيه ..
الذكرى برفع الرايات نحييها .. والعقل بالوعي يرتفع .. فلتكن عقول الواعين رايات ترتفع لاحياء ذكرى الدستور ولتخرس السن الفوضى بجهلها ... فالدستور منهج نظام لشؤون الشعب والبلد يتنافى مع فوضاكم التي تركتنا نطمح للغد دون ان نصل وننظر للماضي ونخشى أن نعود ..
أقف اليوم وكثيرين يعشقون الكويت ويتطلعون لمستقبلها وقفة التزام كتلك التي وقفها الأوفياء ممن سبقونا .. التزام اتجاه دستورنا  ... نلتزم باداء واجبنا اتجاه الكويت  لنكون على قدر تمتعنا بالحقوق ...
اخيرا كل عام وكويتنا ودستورنا بالف خير ...

هدى القلاف
11/11/2011