الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

صباح بلا طابور

صباح بلا طابور
طابور الصباح ... لا أظن بمدى الحاجه للتفسير .. فالجميع ممن التحقوا بمدارس وتعلموا يعرفون ما معنى طابور الصباح انما ومن باب  العلم فلربما البعض قد يحتاجون للمعنى إذ من الممكن أن مدارسهم تختلف عن مدارسنا وبلا طابور ...
طابور الصباح ... لقاء يومي يبدأ صباحا  بالسابعه والربع او السابعه والنصف تبعا لمواعيد العمل بالمدارس .. يضم هذا اللقاء مدير المدرسه ومساعده او نائبه والمدرسين كافه وايضا الطلبه .. لقاء يقف الجميع به يستهلون اليوم ببعض الحركات الرياضيه ليعم النشاط بالصفوف الطلابيه ... ومن ثم تتلى بعض آيات من القرآن الكريم وبعدها تحية العلم .. واخيرا تسلط الاضواء بالاذاعه المدرسيه على عمل نشاط الصحافه بالمدرسه الذي يعمل يوميا لتحضير كل مايلزم كبرنامج ... هو برنامج منوع وكأنك تقرأ صحيفه فعلا ..
فليتخيل القارئ مدرسه بلا طابور ... شخصيا لم اكلف نفسي باطلاق خيالاتي لانني لا اريدها ان تصل لحيث أشعر ان مبادئي وقيمي تبعثرت بزمن التقاعس والمتقاعسين ... خاصه وانني شعرت بالاحباط بعد أن قرأت مانشرته جريدتنا الغراء القبس عن النائب عسكر العنزي ..
إليكم نص ماكتب تحت المانشيت الصغير( العنزي يطالب بايقاف طابور الصباح في المدارس ) بالصفحه 18 بعدد 12775 ليوم الثلاثاء 23من ديسمبر 2008
دعا النائب عسكر العنزي الى وقف طابور الصباح في المدارس بسبب شدة البرد . وقال العنزي في تصريح صحفي ان البروده الشديده في الصباح تنتج عنها أمراض عديده لدى ابناءنا الطلبه مما يؤثر على تحصيلهم العلمي ، وتمنى العنزي من المسؤولين في وزارتي التربيه والصحه التعاون فيما بينهم لاعادة العمل في العيادات المدرسيه في ظل العدد الكبير للطلبه في المدرسه الواحده
في ظل التأزيم السياسي الداخلي بالبلد ... وفي ظل الأزمات الاقتصاديه بالعالم التي تؤثر علينا .. وفي ظل المشاكل والظواهر السلبيه بالبلد بات طابور الصباح أزمه هو الآخر ... وللاسف الاسباب هي البرد الشديد .. وكأن مدارسنا بالقطب الشمالي وليست بالكويت
ان موسم البرد الشديد المزعوم بالكويت شهرين الى 3 شهور وذروته تكون بالاسبوع الاخير من الشهر الاخير بالسنه او اول شهر يناير وغالبا الطلبه يكونون بعطلة منتصف العام ثم أن هناك أسواق بالكويت يوميا يتهافت عليها الكويتين للشراء  حتى انني اتصور ان الملابس ستكون  من ضمن السلع التموينيه يوما ما لشدة التهافت  عليها هذا غير ما يبتاعونه من أسفارهم من ملابس ولاضير لو ان الطلبه ارتدوا ملابس كفايه .. ثم ان البرد بالكويت ننتظره بفارغ الصبر والاجدر أن نشعر بالالم على طلبتنا بالصيف وهم تحت اشعة الشمس ولهيبها
ان هذا الاعتقاد مخيب للآمال ... فالذي يطالب اليوم بوقف الطابور بالشتاء سيطالب بوقفه بالصيف أيضا وقد يطالب باعادة بناء المدارس وتقليص مساحاتها والغاء الساحات خصوصا ساحة العلم بكل مدرسه والتي تخصص لطابور الصباح وبذلك يصبح لدينا مساحات كافيه لبناءعلب صغيره ... علبه لكل طالب يحتجب بها عن لقاء زملاءه بعدها سيؤول به الحال بلا انضباط ...
 ان طابور الصباح انضباط  كما كان بزماناتنا التي تبدو بعيده فلطالما كنا نحضر مبكرين لانتأخر عن موعده خشية أن نحاسب حتى بات بنا الحال نحضر لتأدية مهماتنا العسكريه اليوميه وبحب وتفاني ... كنا نقف نحرك اجسادنا الصغيره تحت كل العوامل الجويه لذا فلم يعاني احدا منا بما هو منتشر الآن  من السمنه المفرطه .. كنا نقف ننقي قلوبنا الصغيره الطاهره بقراءة القرآن مما يزرع بداخلنا السكينه والخشوع ولم يعاني احدنا مما هو منتشر الآن من استهتار وعصبيه وتهور .. كنا نؤدي تحية العلم ونحاسب لو بدت اصواتنا منخفضه لنكرر التحيه وبصوت أعلى ولم نعاني مما هو منتشر الآن من عدم الاحساس بالوطنيه .. كنا نهتم لما يذاع علينا من أخبار ودائما كنا بقلب الحدث على غير عادة الحاليين مهمشين عن كل حدث وعن كل مناسبه ...
كل ما ينتشر اليوم هو باساسه مرض .. مرض اجتماعي وتلك أخطر بكثير من الامراض العضويه .. كنا بطابور الصباح وسيستمر ابناءنا به ... فمن بعد هذا الطابور تخرجنا صيادله وأطباء ومحامين ومدرسين واقتصاديين وسياسيين وايضا نواب ... وسيستمر ابناءنا ليحصدوا نتائج .. تمنياتي ان تكون اعظم من نتائجنا هذا إذا حرص كل مسؤول بوزارة التربيه على استمرار المدارس بطابور الصباح ..


هدى القلاف 23/12/2008

أنشر هذا المقال مجددا لان النائب السابق عسكر العنزي يصرح كما وصلني عبر خدمة برلماني الالكترونيه بتاريخ 14/12/2011 ببرنامج التواصل الاجتماعي تويتر (عسكر: مرحبا بالعودة لصناديق الاقتراع، ولنعطي الناخبين فرصة لاختيار من يلتفت لمعاناتهم...) كعادته يفكر بالبشر .. بالأشخاص .. بالمواطنين دون أن يضع نصب عينيه الوطن .. فقط مجرد كلمه أود لو أختم بها للنائب السابق .. عز الوطن عزنا يعلا ويرفعنا .. باعتقادي اذا هناك من يعاني فالسبب يعود لتقاعسكم عن تادية الواجب اتجاه الكويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق