الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

رسالة الوداع الأخير ..

يوم الأثنين الموافق 28 /12 / 2008 كان القدر وقد توفى الأجل جدي .. وبعدها بأيام كتبت هذا المقال الذي اعيد نشره ..

لو أن الايام قادرة لتعود .. لأوقفت أنا عقارب الساعة التي أعلن الموت بها سطوته برداء القدر.. ليخطف النور الذي ينير بالحياة عتمتي ... ولو ان الأيام قادرة لتسبق أوانها.. لكنت أنا على موعد للرحيل ألحق النور حيث يكون .. إلا أن الأيام كما هي وعظيم على جوارحي أن أرسم بالعبارات هنا مافقدته ... عظيم ان أرسم النور ... عظيم علي أن أرسمك جدي .. فمن اين ابدا لأنتهي وانا بمدارات الحياة دونك ..عظيم علي الشعور بفقدك فلمن رحلت وتركتني .. أن الدنيا من  بعدك لاتسعني ... كيف لا وانا على حدودها يعتريني خوف التوغل بها بلا نورك ...
ثلاثون عاما ... بكل محافل الحياة اتذكر منهم طفولتي مرحي شبابي حيويتي نضوجي ومسؤولياتي.... وبكل لحظاتي اعيد شريط العمر على نفسي إلا لحظتي تلك فهي عظيمه لمصابي الذي أشعر به وبوقعه على نفسي .. فبماذا تفيد ذكريات حديثك لي عن نفسي وانا مولود جديد .. حينما ادخلت السرور على قلبك وحملتني طفله محتويا ضعفي وظآلة جسدي تضم صرخاتي ... بماذا تفيد ذكرياتي عن طفوله ترعرعت بكنفك فلقد عشت السنوات اتعلم ابجديتي بحروفك وكلماتك بهمساتك لي وحنانك .. بعاطفتك التي جمعتني ... بماذا تفيدني ذكرى الشباب وثورتي حينما كنت الاب والمعلم والمرشد .. فبقدر مافقدت كنت انت لي وبقدر ماخسرت كنت مكسبي وبقدر مانجحت كنت لي هديتي وتهنئتي وبماذا تفيدني ذكرى نضوجي حينما كنت احمل مسؤولية أن ابدو كما تريد ... بماذا تفيد الذكريات بلحظة أتعايش بها ومرارة رحيلك ...
فالعمر كله أقل من أن يقابل لحظة الوداع الأخيره ... لحظة قتلت فيها خجلي منك ..  وضممتك اسئلك أن تحرك طرفك الناعس لي ... وبقيت بلا حراك فقط عيناك تراني من خلف ستار الموت ودموعها تبكيني
جداه لو بقيت ذكرياتي صور لذابت من نثر دموعي وبقيت صورة الرحيل ... كيف هان على الموت أن ياتيك ومازلت أنا بحاجة لأن المس من نظراتك الحب والحنان والعطف والاهتمام ... كيف للقدر ان يسرقك ... وانا لا اجد الرثاء الذي تستحق ... ولاحتى أجد الكلمه التي تفي لألفظ منها جملة الأحزان التي تعتريني ..
فقط أنا أعلنها ومن أقصى جوارحي للعالم الذي يضمني مشتته ... الحياة بلانور عتمه ..  يتعذر على الانسان أن يلمسها كما يشتهي وفقط يتخبط بها حتى تصل النهايه ... وانا فقدت النور .. فقدت جدي .. ولم يبقى لي من حياتي سوى عتمه يرفرف فوقها ضياء نصائحك التي كانت فلطالما رغبت أن اكون متميزه ... لذا فساحفظ لك الحلم وساحقق رغباتك حتى يحين موعد رحيلي فالتقيك لتراني كما تريد ..
رغم الأمل القليل بعالمي .. فلتعلم جدي كم هي مرة لوعة اليتم .. مرة نظرة الآخرين لي دون شعورهم بما يجول بخاطري .. مرة التعازي اتلقاها فتذكرني برحيلك ... مرة فكرة أن أجلس اشتاق لك فلايسعني أن آتيك او ان اسأل والدتي لتخبرني انك على اتم حال ...

وداعا جدي ... وداعا يانور حياتي ... وداعا ابتي ومعلمي ومرشدي واستاذي والرجل الأول بحياتي ... وداعا ياشموخا تجرحه دموعي وكبرياء يتبدد بضحكاتي وهدوء يضج صخبا بحكاياتي وثورة تسكن حينما تلمس مني حاجتي لك .. وداعا يا نهر العاطفة المتدفق


هدى 3/1/2009

اليوم أيضا لي كلمه ..

جداه .. مؤلمة حالة فقدي لك .. قد يظن الآخرين أن الايام والأعوام كفيله لتبدو مصيبة فقدك أهون وأخف من ذي قبل .. انما لا .. فكل يوم حزني يتضاعف .. آه لو تجمعني بك لحظة ككل تلك اللحظات التي كانت حيث كنت تأتيني تأخذني أجلس قربك أقود أنا السياره وانت تنصحني وفجأه تطلب مني أن أذهب قرب البحر نجلس فنتحدث .. كان ذلك سرا من أسرارنا انا وأنت فقط .. جد وحفيدته .. ليت لحظة من تلك اللحظات تعود فاشتكي لك مر ما قاسيت من كل تلك الأعوام بدونك ..
جدي .. مؤلمه وقاسيه الايام .. مر هو فقدك .. وبشع هو يتم الجد .. فلا ظلال ولا نور .. فقدت معك لحن حياتي .. صوتك إذ غاب عني عاطفتك همسك أنفاسك .. رائحتك التي تملؤني أفتقدها .. أكتب مقالاتي لمن وانت لم تعد تتابعني أقرأها لك فتناقشني بها .. أتحدث لمن وانت لم تعد تجلس تنصت لي واتلهف بدوري لصوتك يجاري حديثي .. أحفادك من ابناء خالاتي  حينما أجلس أحدثهم وانا اكبرهم لاي ذكرى سنشتاق
فقط وكلما حدث لنا ماهو سبب لضحكتنا وسعادتنا أعود فاترك للسعادة بقية من دموع لاقول رحمك الله جدي ..
كم يظلمنا القدر دونك .. كم تقسو علينا الدنيا دونك .. كم كبرنا .. شبنا دون أن نشعر ونحن نتلظى تحت جمره آهاتنا ..
كلما أتيتك زائره أجلس قربك احدثك وأعلم كم تشعر بي وتسمعني حتى انك تزورني باحلامي تحدثني .. فقط أسألك رضاك عني حتى والتراب قد واراك .. بالمرة الأخيره زرتك وقد ودعت خالي .. تركناه هناك بعالمك .. ولعله أخبرك كم كان يشتاقك معنا .. ولربما أخبرك أنني أصبحت خاله إذ رزقت أختي بمولوده ..
جدي سأحقق حلمك وطموحك الذي تنشده بي .. سأذكر نفسي دوما بنصائحك وسأسير الدرب على نهجك وحسب دروسك .. سأواجه رغم أن التيار عكسي ويكاد يقتل اندفاعي وقبولي على الحياه .. بعضهم يتقصدني ولا أجدك تواجه معي .. ادعو لي
آه يالوعة اليتم ... فقدت معك دلالي

هدى القلاف
27/12/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق