بزخم الاحداث السياسيه التي تشهدها البلاد ... تارة احداث تحرك نبض الشارع وتارة اخرى يقف النبض وكان شيئا لم يحدث ... وبالرغم من حالة الملل التي اصابت الشارع الكويتي بسبب تردي عمل مجلس الامه والحكومه تبقى هناك قضيه تشغل تفكير كل مواطن كويتي ... وبمعمعة كل التساؤلات اتجاه تلك القضيه يبقى تساؤل وحيد لاينفك من طرح نفسه متعاليا ... الى متى تستمر قضية البدون ..
البدون مجرد كلمه او اصطلاح اطلق على فئه تعيش بالمجتمع الكويتي تتعايش مع ابناءه ولايملكون اي اوراق تثبت انتماءهم للكويت ... باختصار هم بدون جنسيه ... الاثبات الاكثر أهميه والذي من خلاله يمكن اصدار اي اثبات آخر
فمنذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي بدا تفعيل قانون الجنسيه حيث اصدر لكل مواطن جنسيه واثر ذلك اصبح لكل من يملكها امكانية حصول ابناءه عليها استنادا عليه .. وهناك فئه لم تحصل عليها لعدم استقرارهم بذلك الحين بالكويت خصوصا وان القانون كان ينص على ان المواطن الكويتي الذي استقر بالكويت منذ عام 1920 له الاحقيه بها ... عدم استقرار البعض ادى لعدم تثبيتهم ككويتين باوراق رسميه تتمثل بالجنسيه الكويتيه ... منذ ذلك الحين والقضيه تشغل الشارع الكويتي بل وهي حديث الساعه بالكويت ... ومع مرور السنوات اخذت تلك القضيه تتمحور وتتخذ اشكالا مختلفه وصلت بنا اليوم لمنحنى يسيء للكويت حكومة وشعبا ... وهذا ما لانرضاه ككويتيون .. بتنا حديث لكل من هب ودب وباتت سيرتنا تتعالى بالسوء عبر المدونات والمنتديات وعبر وسائل الاعلام مسلطين الضوء على قانون يحرم البعض من اوراق ثبوتيه يتهمنا بعدم الانسانيه ناهيك عن هؤلاء الذي باتوا ينشرون ثقافة التمييز ويشهرون بالكويت على اساس انها تفضل الجنسيات الآسيويه على الجنسيات العربيه وعلى فئة البدون ..
لست هنا ومن خلال مقالي لاثبت عكس ما يقوله البعض ... فانا ممن يؤمن بحكمة تقول الكلاب تنبح والقافله تسير ... ونحن ككويتيون نعايش الاحداث ربما نريد حلا لهذه القضيه ولكن نملك من الانسانيه ما يكفينا لنحتوي العالم تحت سماء الكويت ... فقط انا اود ان اطرح وجهة نظري ...
مالذي يضر المجلس والحكومه من عقد جلسه لاتناقش البدون كقضيه وانما كقوه بشريه ... تلك الفئه ليست بالقليله لنهمل كل ما يتعلق بها ... كما وانهم يعيشون بفطرتهم حيث لا يمكن منع تزاوجهم او تحديد نسلهم او حتى حرمانهم من الحياه .. مالذي يمنع من سن قانون يفعل لصالحهم وذلك من خلال استثمارهم كقوه بشريه تفيد البلد وبذلك تستفيد ... مالذي يمنع من منحهم اوراق تثبت اقامتهم بالكويت لحين التوصل لحل أخير بقانون التجنيس ...
فليس من العدل ان يتزوج الانسان بدون توثيق عقد زواجه لينجب بدون صدور شهادة ميلاد لطفله وليستمر به الحال دون امكانية العمل بالتالي عدم الحصول على مسكن ملائم ناهيك عن اضمحال فرصة التعليم للاطفال بسبب قلة المال حيث يضطرون للتعليم عبر القطاع الاهلي .. اخيرا يموت الشخص دون صدور شهادة وفاة بحقه ... يعانون ابناءه وتتكرر الماساه يوميا .... رغم كل ذلك لازال هناك امل لهؤلاء يتمسكون رغما عن انف القانون بالحياه منتظرين الانصاف ...
ولا اوجه كل اللوم على القانون ربما البعض منهم عنده من الاسباب ما يكفي القانون حرمانه من الحقوق ولكن ليس الجميع .. فلماذا لا نستثمرهم كقوه بشريه ... لماذا لا نوفر لهم فرص عمل ونسن لهم قانون للتامينات يكون خاص فيهم حيث بذلك يتمكن الفرد منهم من تعليم ابناءه بالقطاع الخاص كما ويمكنه تاجير سكن مناسب ... ولماذا لاتسن قوانين اصدار اوراق ثبوتيه غير الجنسيه ... على الاقل اثبات اقامه يمكنهم من ممارسة حياتهم بعيدا عن تخوفهم من المجهول .. نهاية .. هم اولى من سواهم بالعمل داخل الكويت لانهم يتعايشون وابناء الكويت ويبقون من صلب المجتمع الكويتي ..
الجمعيات التعاونيه تستقطب بعض العماله من الدول العربيه للعمل بها كمحاسبين ... لماذا هؤلاء بدلا من فئة البدون .. محطات البانزين يستقطب لها عماله خاصه للعمل لماذا لايعمل البدون بدلا منهم مع منح امتيازات .. شركات الامن والحراسه تستقطب العماله العربيه والاسيويه أيضا فلماذا لايعمل من هم من فئة البدون ... مؤسسات حكوميه واخرى من القطاع الخاص تملك حل جزء من هذه القضيه .. وتقف صامته ...
اخيرا ... اثار حفيظتي الكثير من المقالات التي قرات بمدونات كثيره وايضا بعض الايميلات التي تصلني باستمرار .. كلهم يسيء للكويت وللكويتين .. فلذاك الشاب من فئة البدون والذي ارسل بكلماته للكويت من بريطانيا العظمى حيث يلومنا على تقصيرنا ... تاكد ان القضيه تشغل الجميع وربما من حقك نبذ الحال الذي اضطرك للرحيل لبريطانيا انما ماليس من حقك ان تسيء للكويت التي اعترفت بفضائلها عليك من خلال الرساله المتناقضه ...
ولكل من كتب عبر المنتديات وعبر المدونات ولكل من ظهر بوسائل الاعلام ليقلل من شان الكويت ... مجرد كلمه ساكتبها هنا لتسكن بذاكرة التاريخ .... نحن بمنتهى الشفافيه حيث ان مشاكلنا تنعكس وتظهر للجميع ونتمتع باخلاق عاليه حيث لا نشن هجوما على منتقدينا نقدا غير بناء ... ونبدو دائما بمحط انظار الجميع بل ويحسدنا الجميع لا لخير نمتلكه بل لانسانيه تفوق الحد .... فما من بلد يستضيف وافدين وعماله تفوق اعدادهم اعداد المواطنين ويشاركون ابناء الوطن حقوقهم .. والاهم ان الخدمات تقدم لهم مجانيه وكل ما يمكن تسهيله يقدم على اطباق من ذهب اليهم ... لا نحسدهم وانما احمدوا الله على نعمه ...
ولكل ابناء الكويت ... ضعوا المستقبل نصب اعينكم وجاهدوا بنيل العلا حيث من شانه رفع اسم الوطن عاليا .. وكونوا الصرخه التي تصم آذان كل متقول علينا ... كونوا سورا للكويت
هدى القلاف
29/7/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق