لحظة ليست ككل اللحظات التي نعيشها .. تلك اللحظه التي نقف فيها بحضرة العلم .. نقف نتصاغر أمام الرمز الذي بعلوه نعلو ونسمو ونشعر بان لنا كيان وعزه .. تلك اللحظه التي نطلق بها صيحة الصباح الأولى وكاننا كل يوم نولد نطلق تحية العلم تحية الرمز .. تحيا الكويت .. عاش الامير .. وننشد نشيدا تختفي فيه ألواننا ملامحنا وأسماؤنا وتعلو به أصواتنا .. بل وتتوحد الأصوات فنشدو بصوت واحد وطني الكويت سلمت للمجد
صحوت اليوم فتحت هاتفي بداية لمحت التاريخ فاذا بالغد تحل ذكرى قاسيه .. ذكرى تم فيها اسر والدي إباء الغزو الغاشم تألمت رغم شموخي واعتزازي أن يكون والدي ضمن كوكبه ضحت بحريتها من أجل الكويت .. بعدها قرأت بعض الرسائل الوارده لي من كثيرين .. النشيد الوطني .. كان باحدى الرسائل التي تضمنت ما يدعوني أن أفتح كل حواسي وأطلق العنان لنفسي ولروحي واذرف دموعا أنقي بها أعماقي واردد بوركت ياوطني الكويت لنا
بتلك اللحظه عدت للخلف لسنوات.. وتوقفت عند الغزو .. تألمت .. غصت بي مشاعري .. جرح الكبرياء بداخلي .. وتذكرت أنني بحاجه أن أعود من خلال تلك الغصه لقلمي .. أعود لأمارس دوري وأكتب مقالا وقد انقطعت منذ فترة طويله عن ذلك ..
كيف يشعر بالكويت من لم يصحو على غزو .. !!
كان الصباح لحظة ننتظر فيها أن نولد من رحم الوطن .. ننبض على نبضاته .. وصدمة كلمه لم نكن نعرفها .. حتى اننا لم نحسب لها معنى قبل يومها إذ ولدت على أرض وطني بغير شرعيه من رحم الغدر
شعور اصعب من أن أصفه بمجرد كلمات .. كان ليلا يرفض النهار .. أمسيات الواحده تلو الاخرى تعج بالآهات والحسرات .. شهور سبعه لطالما وقفت الأقلام اجلالا لتصف بها حالة التلاحم والمحبه والمقاومه .. ولم تصف الأقلام حالة الالم لان الوطنيه أسمى من الخضوع والضعف والانسياق خلف مشاعر .. الوطنيه أسمى من أن ننشدها بالعبرات .. آهاتنا ترجمناها بصرخه دوت بمسامع العالم .. تحيا الكويت .. عاش الامير ترجمها أبناء الكويت من خلال ممارستهم للوطنيه لا من خلال شعارات رنانه
واليوم بعد واحد وعشرين سنه نفقد الهويه الكويتيه .. نفقد وطنيتنا .. نعيش تحت سطوة الألم وجملة شعارات تبكينا اكثر من ان تقوي عزيمتنا لننهض بالكويت
استغرب واستنكر حالة الشارع المتوتره .. نقبل على احتفالات وطنيه من شانها ان ترسم ضحكاتنا بعفويه في حين نتصنع الابتسامه .. نتطلع لأن نكون بخدمة الوطن كاسره واحده في حين نتفكك نلغي الروابط فيما بينا .. نتأمل بالتنميه ورفعة الكويت في حين نعود للخلف .. وقد كنا نتحسر على ماضينا الجميل اما اليوم فلقد مزقنا صفحة الماضي .. بتنا وكأن لا ماضي ولدنا منه ولا مستقبل سنكون واقعا به
بكل اسف نحن نمارس حرية الراي بالتعدي على كل من يخالفنا .. حتى أصبح كل منا يدعي الكمال بنفسه ويشير للآخر باستصغار .. نحارب الآخرين بالدين وبالألقاب وبالمذاهب والاطياف والقبائل .. نحاربهم بالمستويات الاجتماعيه وبالشهادات العلميه ... بقدر ما نستطيع نحاول أن نجد ما يخالفنا لنختلف عنهم .. حتى بات كل منا يزايد على وطنية الآخر .. دون أدنى مسؤوليه .. واخيرا نبحث بقانون الوحده الوطنيه
اعود واكرر .. هل يشعر بالكويت من لم يصحو على غزو !! .. هل نحتاج لقانون نتوحد من خلاله بعد ان جسدنا للعالم معنى الصف الواحد المتلاحم .. ولن اصف ذلك الصف واقول تلاشت به كل الفوارق وانما وبكل صدق كان صفا لم يحمل سوى الهويه الكويتيه التي تسيدت به وقد مارس من خلاله أبناء الكويت وطنيتهم بجد واجتهاد .. بعمل .. مارسوا وطنيتهم بصف لم يعرف سني .. شيعي .. بدوي .. حضري
حينما أعلن الشباب الكويتي مقاومته للعدوان .. فلقد كانت المقاومه كويتيه
حينما عمل الشباب بخدمة المواطنين ممن صمدوا .. فلقد كانت الخدمه بروح كويتيه
حينما خرج الشباب تظاهرا ضد الغزو .. فلقد كانت المظاهرات كويتيه
حينما استشهد أبناء الكويت وسجلوا ملاحم العزه .. وبيت القرين شاهد وعبره لمن يريد أن يعتبر .. فلقد كانت الدماء كويتيه
حينما مارس الطاغي اعتقال أبناء الكويت .. وكثيرين كانوا أسرى قد ضحوا بحريتهم من أجل الكويت .. ظلموا وعذبوا وقد كان ألمهم وصيحتهم كويتيه..
حينما امتلأ الشارع بصيحة التحرير وفرحته .. فلقد كانت الأصوات التي تهتف كويتيه
فلماذا يا ابناء وطني .. تفقدون أغلى ما يمكن للمرء أن يملكه .. لماذا تفقدون هويتكم الكويتيه
مؤلمه اللحظه التي لاتجد فيها أبنة الاثنى عشر عاما والدها لتحتفل معه بفرحة التحرير وتنتظره بشغف .. كان للدمعات حينها وقفة شموخ اذ أبت أن تنهمر واليوم وبعد كل تلك السنوات وبظل حنان والدي سأبكي بحرقه على وطن أخشى عليه أن يضيع بسجن عقول تفرقت
دعونا لا نضحي بحرية الرأي التي يكفلها الدستور لنا ويحسدنا العالم عليها ولكن دون أن تضحى هي بنا شعب لايعرف ثمن الوطن
دعونا نتخطى الألم .. دعونا ننهض من خلال الأعياد الوطنيه نعاهد أنفسنا على أن نمحي الفوارق فيما بينا إذ لا أساس لها أمام واقعنا الوحيد في حب الكويت .. دعونا نجسد معنى العطاء من خلال الصف الواحد الذي نمارس فيه الوحده الوطنيه باطار حرية الراي واحترام الرأي الآخر .. ولتكن الكويت هي مذهبنا وطائفتنا وقبيلتنا والوطن الذي يجمعنا
هدى القلاف
21/2/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق