الخميس، 12 يوليو 2012

برلمان بالواهي

حينما ينأى كل انسان بنفسه عن مجتمعه ويقصي كل أفكاره بعيدا عن محور الحدث بمحيطه فإنه بلا شك سيجد نفسه يقف على قمه هو الوحيد الذي يشعرها لان الجميع يجدونها قمة تحت الأرض كقاع حفره .. حينها سيترجم تصوراته بعشوائيه وفوضويه وحتى بدون حدود تلزمه الاحترام .. احترام نفسه واحترام من يصلهم صدى افكاره ..
بالأمس قرأت خبرا نشر عبر حساب خاص لمجلس الأمه  ببرنامج التواصل الاجتماعي تويترعن النائب الدكتور وليد الطبطبائي يصرح فيه بانشاء مجلس بالهواء الطلق لمحاسبة المفسدين .. حتما لست الوحيده التي قرات الخبر واثار حفيظتها .. فالشعب غالبا كان له اصداء علقت وبسخريه على النائب الدكتور ... ولن اساير الشعب بسخريته في حين لن أمنح عضو مخلوع من مجلس 2012 وأيضا هو عضو مقتحم لبيت الأمه أثناء مجلس 2009جل اهتمامي بالدفاع عنه من خلال مقال لي  .. ببساطه لي وجهة نظر احاول طرحها هنا  ..
الكويت بلد ذات سياده منذ البدايه سعت لتحقق ذلك مترجمة له عبر دستور يكفل الديمقراطيه .. والديمقراطيه هنا تكفل الحريات والتي على راسها حرية الرأي والتي كفلت لكل أبناء الشعب .. وقد ترسم ابعادها من حيث اختيار ابناء الوطن لممثلهم بالبرلمان وحتى ممارسة العضو أو النائب ببث رأيه وممارسته ممثلا الأمه خير تمثيل  .. ومن ستينات القرن الماضي كان لحرية الرأي عند نواب مجلس الامه حدين .. الأول لمن ولشان من ولصالح من سيكون الراي .. والحد الثاني احترام عقل (من) المعني بالرأي .. ألا وهو الشعب .. لذا فكانت الآراء جميعا أن لم تصب بصالح المواطن فانها على الاقل تهتم بشؤون الوطن .. ولطالما هناك التزام اتجاه الوطن والمواطن فحتما هناك قانون ومسؤولية تطبيقه تعني الكثير لبلد يسعى للنهوض ... وقد نهضت الكويت بسواعد رجالاتها وبرأيهم السديد وحكمتهم.. ربما شيئا فشيئا أخذت حرية الراي تفقد حدودها ولكنها لم تصل لحد الفساد  إلا الآن ... حيث أصبحت مجرد أفكار تطلق من على قمه تحت الأرض ..
فهل يعقل بلد على واجهته البحريه صرح معماري يحمل اسم مجلس الأمه تنتهك حقوقه  بداية بعدم تشريع قوانين تنهض به ثم الاستهتار بحقوق المواطن ثم باقتحامه كبيت للأمه  وأخيرا بتصريح لايدل الا على مدى فداحة قرار من اختار النائب الدكتور ليمثله ...
مجلس بالهواء الطلق لمحاسبة المفسدين ... أي فساد أكثر من عدم احترامك لعضويتك بالبرلمان وفكرتك انشاء برلمان آخر .. ثم أي عقليه تلك التي تصدر أفكار غريبه فهل يعقل ببلد أن تسير وفق دستور واحد وبرلمانين أحدهم تعطله التجاوزات والآخر لايعمل وفق القانون فهذا فساد آخر بتعطيل المصلحه العامه .. وأيضا مناقشة احوال وطنا بالهواء الطلق سيمنح الحريه لكل من يشاء ( من هب ودب ) بقول كلمته دون تمثيله التام للأمه وهذا فساد ان تتخلى عن تمثيلك مقابل حريات الآخرين التي ستنم عن فوضويه .. فساد باضرام نار كلمات بدون أفعال .. نار شعارات .. نار ضحك على الذقون .. ونار بمخالفة القانون .. وكل ذلك  فساد بتعريض البلد على صفيح ساخن بالهواء الطلق لاثارة ضجه وبلبله
أيها النائب الدكتور .. على الأقل احترم عقول من اختاروا التصويت لك للوصول لقبة البرلمان لتمثلهم .. نحن لسنا في غابه لنمارس ديمقراطيتنا بعشوائيه .. كلنا يملك حق القول ولكننا أيضا مسؤولون ومحاسبون فيما نقول ..
ومن هنا لأبناء وطني ... الكويت مقبله على مرحله جديده .. ذلك الأمر تكرر كثيرا ودائما كنا نقف أمام مفترق طرق .. دائما كان القرار لنا كشعب بابداء حرية رأينا واختيارنا لمن يمثلنا .. الآن نحن بصدد  تقييم مخرجات ما اخترناه .. فالمرحله تتطلب ذلك .. كما واننا بحاجه لاتخاذ قرار وعلينا أن ننظر بعمق لكل الاوضاع بالبلد لذا فعلينا ان نمارس حرية راينا بموضوعيه .. كونوا انتم الجهه الرقابيه التي تقف خلف النائب الذي اخترتم قيموه وحاسبوه .. امنحوا انفسكم فرصة للنهوض  بوطنكم .. فكل تلك العشوائيه بالتصريحات ان  لم تضر الا بصاحبها فهي ايضا ستسئ  لحرية رأيكم ...
الكويت بحاجه للنهوض .. بحاجه لحب وموده وتكاتف وتلاحم وترابط من أجل ان تستعيد عافيتها .. وذلك يتحقق حينما نختار ممثلين للامه لهم وجود بصلب المجتمع وافكارهم هي من ولاجل المجتمع ... الكويت بحاجه لنفس كويتي واحد بعيد عن أغلبيه واقليه ومع وضد .. بحاجه للنظر في شانها بدلا من النظر للمصلحه الشخصيه .. لذا فيكفينا عشوائيه يكفينا استهتار يكفينا من رسم مساحات للفوضى .. دعونا نقف على أرض الوطن نعمل من اجله ونصل للقمة جميعا متكاتفين ودعوا الحفر لمن حفرها لنفسه ( فالمتهم برئ حتى تثبت ادانته ) او حتى يقع بحفرته ( حينما تعريه أفكاره )  .... والله من وراء القصد

هدى القلاف
12/7/2012

الاثنين، 5 مارس 2012

رساله إلى أستاذي بمثواه الاخير

هذا ما كتبته بيوم 8/3/2008 حينما توفى الأجل أستاذي .. وقد تم نشر المقال بجريدة القبس الكويتيه
ولأن المساحات لهمسي … ولانه الهمس يرثيه … فلترثيه مدونتي … وليرثيه كل قارئ …
اعيد وبعد اربع سنوات نشر مقالي وكلي يقين أن لازلنا بوطننا نعيش ألم فقده ..
مصابنا جلل ودموعنا أبت ألا أن ترسم للحزن أنهارا من الألم .. كيف لا وقد ترجل أستاذ الكلمه .. وسيد القلم .. وشاعر الحرف .. ترجل الفيلسوف وترك لرجال زمانه مساحة تأن لرحيله .

تحية لك أستاذي بمثواك الاخير .. تحية معطرة بانفاس محبيك .. ندية من دموع بكت فراقك .

أستاذي منذ كنت بالتاسعه من عمري وأنا أقرأ سطورك وافكارك واتمعن بحروفك بمساحات الإهتمام بحدقات عيني الرجل الأول بعالمي .. جدي .. حينها كنت أصغر من أن أتبحر بمعرفة الأستاذ .. ولكن بفضل من الله عز وجل وبفضل تلك الساعات حيث كنت أضع كراساتي قريبة من جدي وهو يقرأ الصحف اليومية لينتهي منها فيبدأ معي درس أبجدية مختلف عن درس أبجدية الأخرين ممن كانوا بعمري .. فلقد كان يخبرني عما يدور بالعالم ويحكي لي عن الأخبار المحليه والعالميه ويسرد لي قصص الشعوب ويقرأ لي الشعر العربي الفصيح وماتيسر من المقالات المنشورة مع حرصه على تفسيرها لي لأستوعبها .. كما كان يغوص معي بتراجم شخصيات بارزه وشخصيتك أستاذي هي الشخصية الأولى والأخيرة التي أسرت بها ولها .

د/أحمد عبدالله الربعي .. إن طفلة التاسعه دائما مأسورة بملامح أبيها وكلماته وافكاره وتتشبث بمقولاته وتحدد لنفسها خطا يسير على خطواته .. وجدي كان أبا ومعلما ومرشدا ترعرعت بأحضانه وبكنفه وحروفك كانت منهج تعليمي بمدرسته ... إن شعوري بأختلافي عن الآخرين بسعة إدراكي التي فاقت مرحلتي العمريه وبفضولي التعرف على أبعد ماوصلت إليه عيني وباسلوبي الذي كنت أتحدث به محددة لنفسي مبدأ وركيزة ومنطقا .. لقد كنت طفله لم تعشق بالدمى سوى منظرها والأحتفاظ بها ليكون كل أهتمامي منصبا بتكوين شخصيه تعرفك حق معرفتك .. كان حلمي ببلوغي الاعوام سريعا لأكون على قدر مسئولية حمل مقال لك أقرأه .

حينما التحقت بالثانويه العامه بدأت أصقل معرفتي وأدعمها بأفكارك التي كنت أتمعن بها فلمست حب الناس بالأقطار العربيه لك وكشفت السر بذلك .. فحرية الرأي وكلمة الحق كانوا فصلي الأول منك ، أما نشاطك السياسي وعضويتك بمجلس الأمه ودورك من خلال تيارك السياسي البارز فلقد تعلمت منهم النضال والمثابره لبلوغ الهدف .. وعن دورك الصحفي وبحكم عمل جدي بمبنى الجريدة حيث كنت .. قرأت حيويتك ونشاطك .. قرأت العمل المتواصل .. وعشقت علم الاعلام خصوصا الصحافه .. ومع تقلدك المنصب الوزاري حملت بأعماقي شعور رائع .. شعور الانتماء كوني طالبه يحتضنها ظل وزارة التربيه برعاية وزير دعم التعليم بالجهد والقلم والكلمه .
أستاذي كنت تقود سفينتك بحماس من اجل أجيال المستقبل وكنت أنا جزءا من جيل قادم .. ذاك الحماس كان نداء تشجيع لي إذ ما وقعت على عاتقي مسئولية العطاء من اجل بناء وطن يزدهر بروح الشباب .

بعد التحاقي بجامعة الكويت قررت أن أبدأ كبدايتك فكان لي تياري السياسي وصوتي الذي يطالب بحقوقه بنبذ كل ما أراه مشوها للفكر .. حاولت أن أبدو قريبة منك فعملت كمحرره بتابلويد الجامعه .. حتى حانت استراحة المحارب وعدت للحرم الجامعي لتمارس دورك الأكاديمي .. فأول لقاء حينما لمحت أستاذي يجلس بحديقة الجامعة على أحد الكراسي وكانه يستنشق باستراحته عبق العلم الذي سيمنحه لنا .. كان استغلال السنوات القليله رائعا ومتميزا .. لم تكن مجرد الأكاديمي الذي يحمل ثقلا من الثقافه يوزعها بمذكرات دراسيه للطلبه والطالبات ليتلقاها مجددا ويرصدها كعلامات تفوق أو فشل .. استراحتك كانت تجمعنا وشعارك أن العلم للجميع فلم تمانع يوما بحضور طالبا لمحاضراتك لمجرد الاستماع لك .. وكان يأبى احساسك إلا أن يكون للمستمع حقا ونصيبا من عطاءك .
كنت من بين المستمعين دائما .. ولازلت أذكر مقعدي الأول بالصف الأول بقاعة درسك ولا زلت أذكر إلتزامي الحضور المبكر لاستقبالك .. ولازلت أذكر بعض مداعباتك لنا مع بعض نقدك ولازلت أذكر بعض النكشات الخفيفه للبعض منا .. احببت هدوءك بسرد المعلومه ... أسلوبك .. حركتك الدائمه التي كانت تعلن لنا حالة ورود جديد معك .. وكم استمتعت بمحاضراتك التي كانت تحمل الفلسفه باطار أنت رسمته كفلسفة الهرم المقلوب .. الذي لم تشغل نفسك باعادة قلبه ليبدو هرما بشكله الصحيح بقدر اهتمامك بتقويمه .. تلك الفكرة الفلسفيه التي ربما دفعت العشرات منا كطلبة وطالبات لتكوين أفكارا كثيرة عن معنى التقويم الذي عنيته ... هكذا كنت أستاذا للجميع ولكل واحد من الجميع علاقة شخصيه بك كعلاقتي أنا التي حاولت أن أوثق بها رحلتي معك .. فكنت خير من قصدت لاكمل مسيرتي بدعم وتشجيع ونصيحه ..
فتناولت فلسفتك وحدثتك بها ... فكنت توجه سؤالا وحيدا مباشرا سريعا لتمنحني أياما أشكل من خلالها أجابتي المكتوبه على ورقة تقرأها لتعود فتخبرني أن اجابتي هي فلسفتي أنا ... دائما كنت حريصا على ان تجد فلاسفه جدد
مارست ثورة شبابي تارة برفضي وتارة بنقدي وتارة أخرى بتمنعي فوجدتك شابا يقف قربي يثور مع ثورتي .. يحثني على القلم .. ليجدني كاتبه وناقده
أسبر اغوار نفسي واطلق العنان لمخيلتي لأجدك تقف ضمن كل خيالاتي .. فتثير بي كل الكلمات مصرا أن تجد الشاعرة بأعماقي

أستاذي .. إن رحلتي معك منذ التاسعه من عمري أعظم من أن أقول وداعا بعد بلوغي الثلاثين وتعطشي لاكتساب المزيد منك أعظم من استرجاع اللحظات معك .. فرغبتي باستكمال مسيرة الغد أريدها أن تكون كمسيرتك .. لذا فلازلت أرى أنني لم أنل كل ما أردته منك ..
كنت لازلت تحمل الكثير .. وحتى باصعب أوقات مرضك .. كان عطاؤك متدفق ولكنها مشيئة الرحمن .. إذ آن لملحمة الكفاح أن تنتهي .. فيترجل الفارس .. فتنعاه القلوب والعيون والمشاعر .. ينعاك الوطن .. تنعاك الكلمات والأقلام .. وتنكس رايات الحكمة من بعدك ..

أستاذي لا أعلم أن كان بوسعي أن ارثيك بمسيرتي معك أم أتمسك بعزائي ببعض ما تبقى منك لي ...
وداعا حيث أنت ,, وكما يفخر التراب الذي يحتضنك بك فأنا أيضا سأقرأك بكل أربعائياتك التي جمعتها لك .. وسأبحث عنك بين صفوف كل الكتب التي كنت تتجول بينها فتنصحنا بقرائتها وسأجدك بكل مقال اكتبه وأراك بكل قصيدة لي نظمها كشاعرة تنبأت أنت لها وأصريت إلا أن أكون وسأناديك بتحيتي بعدما أسمع نبرة صوتك بالبرامج الحواريه التي ستفقد نكهتها بعدك .. وسأشعر بك معنا مع كل ميلان يحدثه الهرم المقلوب

كنت وسأبقى تلميذتك ... رحمك الله أبا قتيبه


هدى القلاف
8/3/2008

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

هويتنا كويتيه

لحظة ليست ككل اللحظات التي نعيشها .. تلك اللحظه التي نقف فيها بحضرة العلم .. نقف نتصاغر أمام الرمز الذي بعلوه نعلو ونسمو ونشعر بان لنا كيان وعزه .. تلك اللحظه التي نطلق بها صيحة الصباح الأولى وكاننا كل يوم نولد نطلق تحية العلم تحية الرمز .. تحيا الكويت .. عاش الامير .. وننشد نشيدا تختفي فيه ألواننا ملامحنا وأسماؤنا وتعلو به أصواتنا .. بل وتتوحد الأصوات فنشدو بصوت واحد وطني الكويت سلمت للمجد
صحوت اليوم فتحت هاتفي بداية لمحت التاريخ فاذا بالغد تحل ذكرى قاسيه .. ذكرى تم فيها اسر والدي إباء الغزو الغاشم تألمت رغم شموخي واعتزازي أن يكون والدي ضمن كوكبه ضحت بحريتها من أجل الكويت .. بعدها قرأت بعض الرسائل الوارده لي من كثيرين .. النشيد الوطني .. كان باحدى الرسائل التي تضمنت ما يدعوني أن أفتح كل حواسي وأطلق العنان لنفسي ولروحي واذرف دموعا أنقي بها أعماقي واردد بوركت ياوطني الكويت لنا
بتلك اللحظه عدت للخلف لسنوات.. وتوقفت عند الغزو .. تألمت .. غصت بي مشاعري .. جرح الكبرياء بداخلي .. وتذكرت أنني بحاجه أن أعود من خلال تلك الغصه لقلمي .. أعود لأمارس دوري وأكتب مقالا وقد انقطعت منذ فترة طويله عن ذلك ..
كيف يشعر بالكويت من لم يصحو على غزو .. !!
كان الصباح لحظة ننتظر فيها أن نولد من رحم الوطن .. ننبض على نبضاته .. وصدمة كلمه لم نكن نعرفها  .. حتى اننا لم نحسب لها معنى قبل يومها إذ ولدت على أرض وطني بغير شرعيه من رحم الغدر
شعور اصعب من أن أصفه بمجرد كلمات .. كان ليلا يرفض النهار .. أمسيات الواحده تلو الاخرى تعج بالآهات والحسرات .. شهور سبعه لطالما وقفت الأقلام اجلالا لتصف بها حالة التلاحم والمحبه والمقاومه .. ولم تصف الأقلام حالة الالم لان الوطنيه أسمى من الخضوع والضعف والانسياق خلف مشاعر .. الوطنيه أسمى من أن ننشدها بالعبرات .. آهاتنا ترجمناها بصرخه دوت بمسامع العالم .. تحيا الكويت .. عاش الامير ترجمها أبناء الكويت من خلال ممارستهم للوطنيه لا من خلال شعارات رنانه
واليوم بعد واحد وعشرين سنه نفقد الهويه الكويتيه .. نفقد وطنيتنا .. نعيش تحت سطوة الألم وجملة شعارات تبكينا اكثر من ان تقوي عزيمتنا لننهض بالكويت
استغرب واستنكر حالة الشارع المتوتره .. نقبل على احتفالات وطنيه من شانها ان ترسم ضحكاتنا بعفويه في حين نتصنع الابتسامه .. نتطلع لأن نكون بخدمة الوطن كاسره واحده في حين نتفكك نلغي الروابط فيما بينا .. نتأمل بالتنميه ورفعة الكويت في حين نعود للخلف .. وقد كنا نتحسر على ماضينا الجميل اما اليوم فلقد مزقنا صفحة الماضي .. بتنا وكأن لا ماضي ولدنا منه ولا مستقبل سنكون واقعا به
بكل اسف نحن نمارس حرية الراي بالتعدي على كل من يخالفنا .. حتى أصبح كل منا يدعي الكمال بنفسه ويشير للآخر باستصغار .. نحارب الآخرين بالدين وبالألقاب وبالمذاهب والاطياف والقبائل .. نحاربهم بالمستويات الاجتماعيه وبالشهادات العلميه ... بقدر ما نستطيع نحاول أن نجد ما يخالفنا لنختلف عنهم .. حتى بات كل منا يزايد على وطنية الآخر .. دون أدنى مسؤوليه .. واخيرا نبحث بقانون الوحده الوطنيه
اعود واكرر .. هل يشعر بالكويت من لم يصحو على غزو !! .. هل نحتاج لقانون نتوحد من خلاله بعد ان جسدنا للعالم معنى الصف الواحد المتلاحم .. ولن اصف ذلك الصف واقول تلاشت به كل الفوارق وانما وبكل صدق كان صفا لم يحمل سوى الهويه الكويتيه التي تسيدت به وقد مارس من خلاله أبناء الكويت وطنيتهم بجد واجتهاد .. بعمل .. مارسوا وطنيتهم بصف لم يعرف سني .. شيعي .. بدوي .. حضري
حينما أعلن الشباب الكويتي مقاومته للعدوان .. فلقد كانت المقاومه كويتيه
حينما عمل الشباب بخدمة المواطنين ممن صمدوا .. فلقد كانت الخدمه بروح كويتيه
حينما خرج الشباب تظاهرا ضد الغزو .. فلقد كانت المظاهرات كويتيه
حينما استشهد أبناء الكويت وسجلوا ملاحم العزه .. وبيت القرين شاهد وعبره لمن يريد أن يعتبر .. فلقد كانت الدماء كويتيه
حينما مارس الطاغي اعتقال أبناء الكويت .. وكثيرين كانوا أسرى قد ضحوا بحريتهم من أجل الكويت .. ظلموا وعذبوا وقد كان ألمهم وصيحتهم كويتيه..
حينما امتلأ الشارع بصيحة التحرير وفرحته .. فلقد كانت الأصوات التي تهتف كويتيه
فلماذا يا ابناء وطني .. تفقدون أغلى ما يمكن للمرء أن يملكه .. لماذا تفقدون هويتكم الكويتيه
مؤلمه اللحظه التي لاتجد فيها أبنة الاثنى عشر عاما والدها لتحتفل معه بفرحة التحرير وتنتظره بشغف .. كان للدمعات حينها وقفة شموخ اذ أبت أن تنهمر واليوم وبعد كل تلك السنوات وبظل حنان والدي سأبكي بحرقه على وطن أخشى عليه أن يضيع بسجن عقول تفرقت
دعونا لا نضحي بحرية الرأي التي يكفلها الدستور لنا ويحسدنا العالم عليها ولكن دون أن تضحى هي بنا شعب لايعرف ثمن الوطن
دعونا نتخطى الألم .. دعونا ننهض من خلال الأعياد الوطنيه نعاهد أنفسنا على أن نمحي الفوارق فيما بينا إذ لا أساس لها أمام واقعنا الوحيد في حب الكويت .. دعونا نجسد معنى العطاء من خلال الصف الواحد الذي نمارس فيه الوحده الوطنيه باطار حرية الراي واحترام الرأي الآخر .. ولتكن الكويت هي مذهبنا وطائفتنا وقبيلتنا والوطن الذي يجمعنا


هدى القلاف
21/2/2012

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

رسالة الوداع الأخير ..

يوم الأثنين الموافق 28 /12 / 2008 كان القدر وقد توفى الأجل جدي .. وبعدها بأيام كتبت هذا المقال الذي اعيد نشره ..

لو أن الايام قادرة لتعود .. لأوقفت أنا عقارب الساعة التي أعلن الموت بها سطوته برداء القدر.. ليخطف النور الذي ينير بالحياة عتمتي ... ولو ان الأيام قادرة لتسبق أوانها.. لكنت أنا على موعد للرحيل ألحق النور حيث يكون .. إلا أن الأيام كما هي وعظيم على جوارحي أن أرسم بالعبارات هنا مافقدته ... عظيم ان أرسم النور ... عظيم علي أن أرسمك جدي .. فمن اين ابدا لأنتهي وانا بمدارات الحياة دونك ..عظيم علي الشعور بفقدك فلمن رحلت وتركتني .. أن الدنيا من  بعدك لاتسعني ... كيف لا وانا على حدودها يعتريني خوف التوغل بها بلا نورك ...
ثلاثون عاما ... بكل محافل الحياة اتذكر منهم طفولتي مرحي شبابي حيويتي نضوجي ومسؤولياتي.... وبكل لحظاتي اعيد شريط العمر على نفسي إلا لحظتي تلك فهي عظيمه لمصابي الذي أشعر به وبوقعه على نفسي .. فبماذا تفيد ذكريات حديثك لي عن نفسي وانا مولود جديد .. حينما ادخلت السرور على قلبك وحملتني طفله محتويا ضعفي وظآلة جسدي تضم صرخاتي ... بماذا تفيد ذكرياتي عن طفوله ترعرعت بكنفك فلقد عشت السنوات اتعلم ابجديتي بحروفك وكلماتك بهمساتك لي وحنانك .. بعاطفتك التي جمعتني ... بماذا تفيدني ذكرى الشباب وثورتي حينما كنت الاب والمعلم والمرشد .. فبقدر مافقدت كنت انت لي وبقدر ماخسرت كنت مكسبي وبقدر مانجحت كنت لي هديتي وتهنئتي وبماذا تفيدني ذكرى نضوجي حينما كنت احمل مسؤولية أن ابدو كما تريد ... بماذا تفيد الذكريات بلحظة أتعايش بها ومرارة رحيلك ...
فالعمر كله أقل من أن يقابل لحظة الوداع الأخيره ... لحظة قتلت فيها خجلي منك ..  وضممتك اسئلك أن تحرك طرفك الناعس لي ... وبقيت بلا حراك فقط عيناك تراني من خلف ستار الموت ودموعها تبكيني
جداه لو بقيت ذكرياتي صور لذابت من نثر دموعي وبقيت صورة الرحيل ... كيف هان على الموت أن ياتيك ومازلت أنا بحاجة لأن المس من نظراتك الحب والحنان والعطف والاهتمام ... كيف للقدر ان يسرقك ... وانا لا اجد الرثاء الذي تستحق ... ولاحتى أجد الكلمه التي تفي لألفظ منها جملة الأحزان التي تعتريني ..
فقط أنا أعلنها ومن أقصى جوارحي للعالم الذي يضمني مشتته ... الحياة بلانور عتمه ..  يتعذر على الانسان أن يلمسها كما يشتهي وفقط يتخبط بها حتى تصل النهايه ... وانا فقدت النور .. فقدت جدي .. ولم يبقى لي من حياتي سوى عتمه يرفرف فوقها ضياء نصائحك التي كانت فلطالما رغبت أن اكون متميزه ... لذا فساحفظ لك الحلم وساحقق رغباتك حتى يحين موعد رحيلي فالتقيك لتراني كما تريد ..
رغم الأمل القليل بعالمي .. فلتعلم جدي كم هي مرة لوعة اليتم .. مرة نظرة الآخرين لي دون شعورهم بما يجول بخاطري .. مرة التعازي اتلقاها فتذكرني برحيلك ... مرة فكرة أن أجلس اشتاق لك فلايسعني أن آتيك او ان اسأل والدتي لتخبرني انك على اتم حال ...

وداعا جدي ... وداعا يانور حياتي ... وداعا ابتي ومعلمي ومرشدي واستاذي والرجل الأول بحياتي ... وداعا ياشموخا تجرحه دموعي وكبرياء يتبدد بضحكاتي وهدوء يضج صخبا بحكاياتي وثورة تسكن حينما تلمس مني حاجتي لك .. وداعا يا نهر العاطفة المتدفق


هدى 3/1/2009

اليوم أيضا لي كلمه ..

جداه .. مؤلمة حالة فقدي لك .. قد يظن الآخرين أن الايام والأعوام كفيله لتبدو مصيبة فقدك أهون وأخف من ذي قبل .. انما لا .. فكل يوم حزني يتضاعف .. آه لو تجمعني بك لحظة ككل تلك اللحظات التي كانت حيث كنت تأتيني تأخذني أجلس قربك أقود أنا السياره وانت تنصحني وفجأه تطلب مني أن أذهب قرب البحر نجلس فنتحدث .. كان ذلك سرا من أسرارنا انا وأنت فقط .. جد وحفيدته .. ليت لحظة من تلك اللحظات تعود فاشتكي لك مر ما قاسيت من كل تلك الأعوام بدونك ..
جدي .. مؤلمه وقاسيه الايام .. مر هو فقدك .. وبشع هو يتم الجد .. فلا ظلال ولا نور .. فقدت معك لحن حياتي .. صوتك إذ غاب عني عاطفتك همسك أنفاسك .. رائحتك التي تملؤني أفتقدها .. أكتب مقالاتي لمن وانت لم تعد تتابعني أقرأها لك فتناقشني بها .. أتحدث لمن وانت لم تعد تجلس تنصت لي واتلهف بدوري لصوتك يجاري حديثي .. أحفادك من ابناء خالاتي  حينما أجلس أحدثهم وانا اكبرهم لاي ذكرى سنشتاق
فقط وكلما حدث لنا ماهو سبب لضحكتنا وسعادتنا أعود فاترك للسعادة بقية من دموع لاقول رحمك الله جدي ..
كم يظلمنا القدر دونك .. كم تقسو علينا الدنيا دونك .. كم كبرنا .. شبنا دون أن نشعر ونحن نتلظى تحت جمره آهاتنا ..
كلما أتيتك زائره أجلس قربك احدثك وأعلم كم تشعر بي وتسمعني حتى انك تزورني باحلامي تحدثني .. فقط أسألك رضاك عني حتى والتراب قد واراك .. بالمرة الأخيره زرتك وقد ودعت خالي .. تركناه هناك بعالمك .. ولعله أخبرك كم كان يشتاقك معنا .. ولربما أخبرك أنني أصبحت خاله إذ رزقت أختي بمولوده ..
جدي سأحقق حلمك وطموحك الذي تنشده بي .. سأذكر نفسي دوما بنصائحك وسأسير الدرب على نهجك وحسب دروسك .. سأواجه رغم أن التيار عكسي ويكاد يقتل اندفاعي وقبولي على الحياه .. بعضهم يتقصدني ولا أجدك تواجه معي .. ادعو لي
آه يالوعة اليتم ... فقدت معك دلالي

هدى القلاف
27/12/2011

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

رأي على صعيد الانتخابات

الكويت وبعد ما مر بها من أحداث سياسيه ساخنه تعيش باجواء انتخابيه .. فبعد قضية الأيداعات المليونيه وتضخمات بعض الحسابات البنكيه المتورط فيها بعض نواب الامه كما هو مزعم  وبعد ماحدث بساحة الأراده بالاربعاء الأسود واقتحام بعض النواب ومجموعات شبابيه لقاعة عبدالله السالم بمجلس الامه وبعد كل الآراء مابين مؤيد ومعارض بقيت كلمه أخيره للشعب يحسم فيها وبديمقراطيه أحداث الشارع ..
الديمقراطيه علامة ارتقاء الشعوب  .. هي ليست مجرد اختيار وانما هي تحكيم عقل واتخاذ قرار يليهم اختيار من شأنه تحقيق حاله من الرضى .. وممارستها ليست مجرد تعبير عن الرأي وانما قراءه سليمه واعيه لسطور نريد تحقيق التوازن بين كلماتها وهذا التوازن نحققه من خلال تطلعاتنا ورغبتنا بالتغيير ..
اليوم الشارع الكويتي بكل فئاته الاجتماعيه يؤكد على الوحده الوطنيه ويطالب بنواب أمه يمثلون الشعب ويرتقون بالكويت لتحقيق التنميه .. وككل أبناء هذا البلد تبقى لي وجهة نظر قد تتفق غالبا مع رأي الشارع وتختلف أحيانا معه  وأرى بأننا بتنا وبأمس الحاجه لصفات ثلاث مهم وجودهم بمن سينهض بالكويت وممثلا عن الشعب الكويتي بالمرحلة المقبله ... شباب .. وطني .. ذو كفاءه
فيما يخص صفة الشباب .. فأعتقد من حق البلد ان تحظى بخدمة أبناءها .. والدور هو دور الشباب خصوصا هؤلاء من جيل الستينات و السبعينات الذين يتطلعون  بل ويتعطشون لمستقبل زاهر للبلد ويملكون أفكار وتصورات .. كما  وان المجلس بحاجه لتغيير وجوه وتغيير دماء ..
وعن صفة الوطني .. فبدون المزايده على وطنية أحدهم وانما الحاجه باتت  للمواطن الذي يضع الكويت بكل أطيافها نصب عينيه .. وانا اقدم هنا الكويت قبل الشعب لأنها هي الرائده ومتى ارتقت ارتقينا نحن وتقدمنا بتقدمها .. الكويت اليوم بحاجه لوطني يرفض كل الانقسامات التي من شانها خلق بلبله بأمن البلد .. وطني يحرص على الكويت .. وطني ينتهج الاصلاح بدلا من الخلاف للنهوض بدولة القانون .. وطني يخدم من خلال تشريع القوانين بدلا من خدمة المواطنين والتي تخترق صف القانون بالواسطه .. وطني يخوض الانتخبات بدون فرعيه ولا تشاوريه يخوضها إيمانا منه بشعب قادر على اختيار الأفضل ..
وأما ما يخص ذو الكفاءه .. فلا اقصد هؤلاء من أصحاب السير الذاتيه الطويله كما واني حتما لا اقصد البعض ممن يجيدون القراءه والكتابه .. وانما الكفاءه هي خدمة المجتمع ... من حق الكويت أن تنهض بنواب من الشعب خدموها من مواقعهم حتى قبل أن يقرروا خوض الانتخابات البرلمانيه .. وسيستحسن بعد النظر لمدى خدمتهم الاجتماعيه العوده للسير الذاتيه وقائمة الشهادات والمناصب
أخيرا ... ربما المسؤوليه التي تقع على عاتق الناخبين ضخمه جدا واختيارهم سيحدد المرحله المقبله ومدى تطورها .. وقد تصدح بعض الأصوات الرنانه وتؤكد على اهمية ان تصب اختياراتنا بما يحقق الوحده الوطنيه بعيدا عن القبليه والطائفيه .. ولي بذلك مجرد كلمه .. المرشح يخوض الانتخابات من أجل الكويت ولتمثيل شعب الكويت كافه دون أن يضطر لستر اسم عائلته أو التخلي عن قبيلته ولا حتى مضطر للتخلي عن مذهبه وعقيدته كما وان الناخب من حقه أن يختار ضمن مقاييس الاختيار لديه  وأؤكد أن تلك المقاييس كل يحددها لنفسه وفق ثقافته ومبادئه ومحيطه وتجربته الحياتيه وحتما وفق كل ذلك  سنجد ان اصوات القبليين لابن القبيله والشيعه للشيعي والسنه للسني وانما هذا لايعني ان يكون التهافت على الكرسي البرلماني فقط من أجل خدمة فئه دون أخرى كما وان على جميع الفئات احترامهم  وتقبلهم وايمانهم ببعضهم لبعضهم الآخر.. بقدر ما نستطيع وأيا كانت مقاييس الاختيار فالحاجه تقتضي شباب وطني ذو كفاءه ... الكويت نعمه من الله .. أمانه والواجب أن نصونها

هدى القلاف
14/12/2011

صباح بلا طابور

صباح بلا طابور
طابور الصباح ... لا أظن بمدى الحاجه للتفسير .. فالجميع ممن التحقوا بمدارس وتعلموا يعرفون ما معنى طابور الصباح انما ومن باب  العلم فلربما البعض قد يحتاجون للمعنى إذ من الممكن أن مدارسهم تختلف عن مدارسنا وبلا طابور ...
طابور الصباح ... لقاء يومي يبدأ صباحا  بالسابعه والربع او السابعه والنصف تبعا لمواعيد العمل بالمدارس .. يضم هذا اللقاء مدير المدرسه ومساعده او نائبه والمدرسين كافه وايضا الطلبه .. لقاء يقف الجميع به يستهلون اليوم ببعض الحركات الرياضيه ليعم النشاط بالصفوف الطلابيه ... ومن ثم تتلى بعض آيات من القرآن الكريم وبعدها تحية العلم .. واخيرا تسلط الاضواء بالاذاعه المدرسيه على عمل نشاط الصحافه بالمدرسه الذي يعمل يوميا لتحضير كل مايلزم كبرنامج ... هو برنامج منوع وكأنك تقرأ صحيفه فعلا ..
فليتخيل القارئ مدرسه بلا طابور ... شخصيا لم اكلف نفسي باطلاق خيالاتي لانني لا اريدها ان تصل لحيث أشعر ان مبادئي وقيمي تبعثرت بزمن التقاعس والمتقاعسين ... خاصه وانني شعرت بالاحباط بعد أن قرأت مانشرته جريدتنا الغراء القبس عن النائب عسكر العنزي ..
إليكم نص ماكتب تحت المانشيت الصغير( العنزي يطالب بايقاف طابور الصباح في المدارس ) بالصفحه 18 بعدد 12775 ليوم الثلاثاء 23من ديسمبر 2008
دعا النائب عسكر العنزي الى وقف طابور الصباح في المدارس بسبب شدة البرد . وقال العنزي في تصريح صحفي ان البروده الشديده في الصباح تنتج عنها أمراض عديده لدى ابناءنا الطلبه مما يؤثر على تحصيلهم العلمي ، وتمنى العنزي من المسؤولين في وزارتي التربيه والصحه التعاون فيما بينهم لاعادة العمل في العيادات المدرسيه في ظل العدد الكبير للطلبه في المدرسه الواحده
في ظل التأزيم السياسي الداخلي بالبلد ... وفي ظل الأزمات الاقتصاديه بالعالم التي تؤثر علينا .. وفي ظل المشاكل والظواهر السلبيه بالبلد بات طابور الصباح أزمه هو الآخر ... وللاسف الاسباب هي البرد الشديد .. وكأن مدارسنا بالقطب الشمالي وليست بالكويت
ان موسم البرد الشديد المزعوم بالكويت شهرين الى 3 شهور وذروته تكون بالاسبوع الاخير من الشهر الاخير بالسنه او اول شهر يناير وغالبا الطلبه يكونون بعطلة منتصف العام ثم أن هناك أسواق بالكويت يوميا يتهافت عليها الكويتين للشراء  حتى انني اتصور ان الملابس ستكون  من ضمن السلع التموينيه يوما ما لشدة التهافت  عليها هذا غير ما يبتاعونه من أسفارهم من ملابس ولاضير لو ان الطلبه ارتدوا ملابس كفايه .. ثم ان البرد بالكويت ننتظره بفارغ الصبر والاجدر أن نشعر بالالم على طلبتنا بالصيف وهم تحت اشعة الشمس ولهيبها
ان هذا الاعتقاد مخيب للآمال ... فالذي يطالب اليوم بوقف الطابور بالشتاء سيطالب بوقفه بالصيف أيضا وقد يطالب باعادة بناء المدارس وتقليص مساحاتها والغاء الساحات خصوصا ساحة العلم بكل مدرسه والتي تخصص لطابور الصباح وبذلك يصبح لدينا مساحات كافيه لبناءعلب صغيره ... علبه لكل طالب يحتجب بها عن لقاء زملاءه بعدها سيؤول به الحال بلا انضباط ...
 ان طابور الصباح انضباط  كما كان بزماناتنا التي تبدو بعيده فلطالما كنا نحضر مبكرين لانتأخر عن موعده خشية أن نحاسب حتى بات بنا الحال نحضر لتأدية مهماتنا العسكريه اليوميه وبحب وتفاني ... كنا نقف نحرك اجسادنا الصغيره تحت كل العوامل الجويه لذا فلم يعاني احدا منا بما هو منتشر الآن  من السمنه المفرطه .. كنا نقف ننقي قلوبنا الصغيره الطاهره بقراءة القرآن مما يزرع بداخلنا السكينه والخشوع ولم يعاني احدنا مما هو منتشر الآن من استهتار وعصبيه وتهور .. كنا نؤدي تحية العلم ونحاسب لو بدت اصواتنا منخفضه لنكرر التحيه وبصوت أعلى ولم نعاني مما هو منتشر الآن من عدم الاحساس بالوطنيه .. كنا نهتم لما يذاع علينا من أخبار ودائما كنا بقلب الحدث على غير عادة الحاليين مهمشين عن كل حدث وعن كل مناسبه ...
كل ما ينتشر اليوم هو باساسه مرض .. مرض اجتماعي وتلك أخطر بكثير من الامراض العضويه .. كنا بطابور الصباح وسيستمر ابناءنا به ... فمن بعد هذا الطابور تخرجنا صيادله وأطباء ومحامين ومدرسين واقتصاديين وسياسيين وايضا نواب ... وسيستمر ابناءنا ليحصدوا نتائج .. تمنياتي ان تكون اعظم من نتائجنا هذا إذا حرص كل مسؤول بوزارة التربيه على استمرار المدارس بطابور الصباح ..


هدى القلاف 23/12/2008

أنشر هذا المقال مجددا لان النائب السابق عسكر العنزي يصرح كما وصلني عبر خدمة برلماني الالكترونيه بتاريخ 14/12/2011 ببرنامج التواصل الاجتماعي تويتر (عسكر: مرحبا بالعودة لصناديق الاقتراع، ولنعطي الناخبين فرصة لاختيار من يلتفت لمعاناتهم...) كعادته يفكر بالبشر .. بالأشخاص .. بالمواطنين دون أن يضع نصب عينيه الوطن .. فقط مجرد كلمه أود لو أختم بها للنائب السابق .. عز الوطن عزنا يعلا ويرفعنا .. باعتقادي اذا هناك من يعاني فالسبب يعود لتقاعسكم عن تادية الواجب اتجاه الكويت

قوه بشريه ولكن حتى اشعار آخر

بزخم الاحداث السياسيه التي تشهدها البلاد ... تارة احداث تحرك نبض الشارع وتارة اخرى يقف النبض وكان شيئا لم يحدث ... وبالرغم من حالة الملل التي اصابت الشارع الكويتي بسبب تردي عمل مجلس الامه والحكومه  تبقى هناك قضيه تشغل تفكير كل مواطن كويتي ... وبمعمعة كل التساؤلات اتجاه تلك القضيه يبقى تساؤل وحيد لاينفك من طرح نفسه متعاليا ... الى متى تستمر قضية البدون ..
البدون مجرد كلمه او اصطلاح اطلق على فئه تعيش بالمجتمع الكويتي تتعايش مع ابناءه ولايملكون اي اوراق تثبت انتماءهم للكويت ... باختصار هم بدون جنسيه ... الاثبات الاكثر أهميه والذي من خلاله يمكن اصدار اي اثبات آخر
فمنذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي بدا تفعيل قانون الجنسيه حيث اصدر لكل مواطن جنسيه واثر ذلك اصبح لكل من يملكها  امكانية حصول ابناءه عليها استنادا عليه .. وهناك فئه لم تحصل عليها لعدم استقرارهم بذلك الحين بالكويت خصوصا وان القانون كان ينص على ان المواطن الكويتي الذي استقر بالكويت منذ عام 1920 له الاحقيه بها ... عدم استقرار البعض ادى لعدم تثبيتهم ككويتين باوراق رسميه تتمثل بالجنسيه الكويتيه ... منذ ذلك الحين والقضيه تشغل الشارع الكويتي بل وهي حديث الساعه بالكويت ... ومع مرور السنوات اخذت تلك القضيه تتمحور وتتخذ اشكالا مختلفه وصلت بنا اليوم لمنحنى يسيء للكويت حكومة وشعبا ... وهذا ما لانرضاه ككويتيون .. بتنا حديث لكل من هب ودب وباتت سيرتنا تتعالى بالسوء عبر المدونات والمنتديات وعبر وسائل الاعلام مسلطين الضوء على قانون يحرم البعض من اوراق ثبوتيه يتهمنا بعدم الانسانيه ناهيك عن هؤلاء الذي باتوا ينشرون ثقافة التمييز ويشهرون بالكويت على اساس انها تفضل الجنسيات الآسيويه على الجنسيات العربيه وعلى فئة البدون ..
لست هنا ومن خلال مقالي لاثبت عكس ما يقوله البعض ... فانا ممن يؤمن بحكمة تقول الكلاب تنبح والقافله تسير ... ونحن ككويتيون نعايش الاحداث ربما نريد حلا لهذه القضيه ولكن نملك من الانسانيه ما يكفينا لنحتوي العالم تحت سماء الكويت ... فقط انا اود ان اطرح وجهة نظري ...
مالذي يضر المجلس والحكومه من عقد جلسه لاتناقش البدون كقضيه وانما كقوه بشريه ... تلك الفئه ليست بالقليله لنهمل كل ما يتعلق بها ... كما وانهم يعيشون بفطرتهم حيث لا يمكن منع تزاوجهم او تحديد نسلهم او حتى حرمانهم من الحياه .. مالذي يمنع من سن قانون يفعل لصالحهم وذلك من خلال استثمارهم كقوه بشريه تفيد البلد وبذلك تستفيد ... مالذي يمنع من منحهم اوراق تثبت اقامتهم بالكويت لحين التوصل لحل أخير بقانون التجنيس ...
فليس من العدل ان يتزوج الانسان بدون توثيق عقد زواجه لينجب بدون صدور شهادة ميلاد لطفله وليستمر به الحال دون امكانية العمل بالتالي عدم الحصول على مسكن ملائم ناهيك عن اضمحال فرصة التعليم للاطفال بسبب قلة المال حيث يضطرون للتعليم عبر القطاع الاهلي .. اخيرا يموت الشخص دون صدور شهادة وفاة بحقه ... يعانون ابناءه وتتكرر الماساه يوميا .... رغم كل ذلك لازال هناك امل لهؤلاء يتمسكون رغما عن انف القانون بالحياه منتظرين الانصاف ...
ولا اوجه كل اللوم على القانون ربما البعض منهم عنده من الاسباب ما يكفي القانون حرمانه من الحقوق ولكن ليس الجميع .. فلماذا لا نستثمرهم كقوه بشريه ... لماذا لا نوفر لهم فرص عمل ونسن لهم قانون للتامينات يكون خاص فيهم حيث بذلك يتمكن الفرد منهم من تعليم ابناءه بالقطاع الخاص كما ويمكنه تاجير سكن مناسب ... ولماذا لاتسن قوانين اصدار اوراق ثبوتيه غير الجنسيه ... على الاقل اثبات اقامه يمكنهم من ممارسة حياتهم بعيدا عن تخوفهم من المجهول .. نهاية .. هم اولى من سواهم بالعمل داخل الكويت لانهم يتعايشون وابناء الكويت ويبقون من صلب المجتمع الكويتي ..
الجمعيات التعاونيه تستقطب بعض العماله من الدول العربيه للعمل بها كمحاسبين ... لماذا هؤلاء بدلا من فئة البدون .. محطات البانزين يستقطب لها عماله خاصه للعمل لماذا لايعمل البدون بدلا منهم مع منح امتيازات .. شركات الامن والحراسه تستقطب العماله العربيه والاسيويه أيضا فلماذا لايعمل من هم من فئة البدون ... مؤسسات حكوميه  واخرى من القطاع الخاص تملك حل جزء من هذه القضيه .. وتقف صامته ...
اخيرا ... اثار حفيظتي الكثير من المقالات التي قرات بمدونات كثيره وايضا بعض الايميلات التي تصلني باستمرار .. كلهم يسيء للكويت وللكويتين .. فلذاك الشاب من فئة البدون والذي ارسل بكلماته للكويت من بريطانيا العظمى حيث يلومنا على تقصيرنا ... تاكد ان القضيه تشغل الجميع وربما من حقك نبذ الحال الذي اضطرك للرحيل لبريطانيا انما ماليس من حقك ان تسيء للكويت التي اعترفت بفضائلها عليك من خلال الرساله المتناقضه ...
ولكل من كتب عبر المنتديات وعبر المدونات ولكل من ظهر بوسائل الاعلام ليقلل من شان الكويت ... مجرد كلمه ساكتبها هنا لتسكن بذاكرة التاريخ .... نحن بمنتهى الشفافيه حيث ان مشاكلنا تنعكس وتظهر للجميع ونتمتع باخلاق عاليه حيث لا نشن هجوما على منتقدينا نقدا غير بناء ... ونبدو دائما بمحط انظار الجميع بل ويحسدنا الجميع لا لخير نمتلكه بل لانسانيه تفوق الحد .... فما من بلد يستضيف وافدين وعماله تفوق اعدادهم اعداد المواطنين ويشاركون ابناء الوطن حقوقهم .. والاهم ان الخدمات تقدم لهم مجانيه وكل ما يمكن تسهيله يقدم على اطباق من ذهب اليهم ... لا نحسدهم وانما احمدوا الله على نعمه ...
ولكل ابناء الكويت ... ضعوا المستقبل نصب اعينكم وجاهدوا بنيل العلا حيث من شانه رفع اسم الوطن عاليا .. وكونوا الصرخه التي تصم آذان كل متقول علينا ... كونوا سورا للكويت

هدى القلاف
29/7/2010