حينما ينأى كل انسان بنفسه عن مجتمعه ويقصي كل أفكاره بعيدا عن محور الحدث بمحيطه فإنه بلا شك سيجد نفسه يقف على قمه هو الوحيد الذي يشعرها لان الجميع يجدونها قمة تحت الأرض كقاع حفره .. حينها سيترجم تصوراته بعشوائيه وفوضويه وحتى بدون حدود تلزمه الاحترام .. احترام نفسه واحترام من يصلهم صدى افكاره ..
بالأمس قرأت خبرا نشر عبر حساب خاص لمجلس الأمه ببرنامج التواصل الاجتماعي تويترعن النائب الدكتور وليد الطبطبائي يصرح فيه بانشاء مجلس بالهواء الطلق لمحاسبة المفسدين .. حتما لست الوحيده التي قرات الخبر واثار حفيظتها .. فالشعب غالبا كان له اصداء علقت وبسخريه على النائب الدكتور ... ولن اساير الشعب بسخريته في حين لن أمنح عضو مخلوع من مجلس 2012 وأيضا هو عضو مقتحم لبيت الأمه أثناء مجلس 2009جل اهتمامي بالدفاع عنه من خلال مقال لي .. ببساطه لي وجهة نظر احاول طرحها هنا ..
الكويت بلد ذات سياده منذ البدايه سعت لتحقق ذلك مترجمة له عبر دستور يكفل الديمقراطيه .. والديمقراطيه هنا تكفل الحريات والتي على راسها حرية الرأي والتي كفلت لكل أبناء الشعب .. وقد ترسم ابعادها من حيث اختيار ابناء الوطن لممثلهم بالبرلمان وحتى ممارسة العضو أو النائب ببث رأيه وممارسته ممثلا الأمه خير تمثيل .. ومن ستينات القرن الماضي كان لحرية الرأي عند نواب مجلس الامه حدين .. الأول لمن ولشان من ولصالح من سيكون الراي .. والحد الثاني احترام عقل (من) المعني بالرأي .. ألا وهو الشعب .. لذا فكانت الآراء جميعا أن لم تصب بصالح المواطن فانها على الاقل تهتم بشؤون الوطن .. ولطالما هناك التزام اتجاه الوطن والمواطن فحتما هناك قانون ومسؤولية تطبيقه تعني الكثير لبلد يسعى للنهوض ... وقد نهضت الكويت بسواعد رجالاتها وبرأيهم السديد وحكمتهم.. ربما شيئا فشيئا أخذت حرية الراي تفقد حدودها ولكنها لم تصل لحد الفساد إلا الآن ... حيث أصبحت مجرد أفكار تطلق من على قمه تحت الأرض ..
فهل يعقل بلد على واجهته البحريه صرح معماري يحمل اسم مجلس الأمه تنتهك حقوقه بداية بعدم تشريع قوانين تنهض به ثم الاستهتار بحقوق المواطن ثم باقتحامه كبيت للأمه وأخيرا بتصريح لايدل الا على مدى فداحة قرار من اختار النائب الدكتور ليمثله ...
مجلس بالهواء الطلق لمحاسبة المفسدين ... أي فساد أكثر من عدم احترامك لعضويتك بالبرلمان وفكرتك انشاء برلمان آخر .. ثم أي عقليه تلك التي تصدر أفكار غريبه فهل يعقل ببلد أن تسير وفق دستور واحد وبرلمانين أحدهم تعطله التجاوزات والآخر لايعمل وفق القانون فهذا فساد آخر بتعطيل المصلحه العامه .. وأيضا مناقشة احوال وطنا بالهواء الطلق سيمنح الحريه لكل من يشاء ( من هب ودب ) بقول كلمته دون تمثيله التام للأمه وهذا فساد ان تتخلى عن تمثيلك مقابل حريات الآخرين التي ستنم عن فوضويه .. فساد باضرام نار كلمات بدون أفعال .. نار شعارات .. نار ضحك على الذقون .. ونار بمخالفة القانون .. وكل ذلك فساد بتعريض البلد على صفيح ساخن بالهواء الطلق لاثارة ضجه وبلبله
أيها النائب الدكتور .. على الأقل احترم عقول من اختاروا التصويت لك للوصول لقبة البرلمان لتمثلهم .. نحن لسنا في غابه لنمارس ديمقراطيتنا بعشوائيه .. كلنا يملك حق القول ولكننا أيضا مسؤولون ومحاسبون فيما نقول ..
ومن هنا لأبناء وطني ... الكويت مقبله على مرحله جديده .. ذلك الأمر تكرر كثيرا ودائما كنا نقف أمام مفترق طرق .. دائما كان القرار لنا كشعب بابداء حرية رأينا واختيارنا لمن يمثلنا .. الآن نحن بصدد تقييم مخرجات ما اخترناه .. فالمرحله تتطلب ذلك .. كما واننا بحاجه لاتخاذ قرار وعلينا أن ننظر بعمق لكل الاوضاع بالبلد لذا فعلينا ان نمارس حرية راينا بموضوعيه .. كونوا انتم الجهه الرقابيه التي تقف خلف النائب الذي اخترتم قيموه وحاسبوه .. امنحوا انفسكم فرصة للنهوض بوطنكم .. فكل تلك العشوائيه بالتصريحات ان لم تضر الا بصاحبها فهي ايضا ستسئ لحرية رأيكم ...
الكويت بحاجه للنهوض .. بحاجه لحب وموده وتكاتف وتلاحم وترابط من أجل ان تستعيد عافيتها .. وذلك يتحقق حينما نختار ممثلين للامه لهم وجود بصلب المجتمع وافكارهم هي من ولاجل المجتمع ... الكويت بحاجه لنفس كويتي واحد بعيد عن أغلبيه واقليه ومع وضد .. بحاجه للنظر في شانها بدلا من النظر للمصلحه الشخصيه .. لذا فيكفينا عشوائيه يكفينا استهتار يكفينا من رسم مساحات للفوضى .. دعونا نقف على أرض الوطن نعمل من اجله ونصل للقمة جميعا متكاتفين ودعوا الحفر لمن حفرها لنفسه ( فالمتهم برئ حتى تثبت ادانته ) او حتى يقع بحفرته ( حينما تعريه أفكاره ) .... والله من وراء القصد
هدى القلاف
12/7/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق