الخميس، 12 يوليو 2012

برلمان بالواهي

حينما ينأى كل انسان بنفسه عن مجتمعه ويقصي كل أفكاره بعيدا عن محور الحدث بمحيطه فإنه بلا شك سيجد نفسه يقف على قمه هو الوحيد الذي يشعرها لان الجميع يجدونها قمة تحت الأرض كقاع حفره .. حينها سيترجم تصوراته بعشوائيه وفوضويه وحتى بدون حدود تلزمه الاحترام .. احترام نفسه واحترام من يصلهم صدى افكاره ..
بالأمس قرأت خبرا نشر عبر حساب خاص لمجلس الأمه  ببرنامج التواصل الاجتماعي تويترعن النائب الدكتور وليد الطبطبائي يصرح فيه بانشاء مجلس بالهواء الطلق لمحاسبة المفسدين .. حتما لست الوحيده التي قرات الخبر واثار حفيظتها .. فالشعب غالبا كان له اصداء علقت وبسخريه على النائب الدكتور ... ولن اساير الشعب بسخريته في حين لن أمنح عضو مخلوع من مجلس 2012 وأيضا هو عضو مقتحم لبيت الأمه أثناء مجلس 2009جل اهتمامي بالدفاع عنه من خلال مقال لي  .. ببساطه لي وجهة نظر احاول طرحها هنا  ..
الكويت بلد ذات سياده منذ البدايه سعت لتحقق ذلك مترجمة له عبر دستور يكفل الديمقراطيه .. والديمقراطيه هنا تكفل الحريات والتي على راسها حرية الرأي والتي كفلت لكل أبناء الشعب .. وقد ترسم ابعادها من حيث اختيار ابناء الوطن لممثلهم بالبرلمان وحتى ممارسة العضو أو النائب ببث رأيه وممارسته ممثلا الأمه خير تمثيل  .. ومن ستينات القرن الماضي كان لحرية الرأي عند نواب مجلس الامه حدين .. الأول لمن ولشان من ولصالح من سيكون الراي .. والحد الثاني احترام عقل (من) المعني بالرأي .. ألا وهو الشعب .. لذا فكانت الآراء جميعا أن لم تصب بصالح المواطن فانها على الاقل تهتم بشؤون الوطن .. ولطالما هناك التزام اتجاه الوطن والمواطن فحتما هناك قانون ومسؤولية تطبيقه تعني الكثير لبلد يسعى للنهوض ... وقد نهضت الكويت بسواعد رجالاتها وبرأيهم السديد وحكمتهم.. ربما شيئا فشيئا أخذت حرية الراي تفقد حدودها ولكنها لم تصل لحد الفساد  إلا الآن ... حيث أصبحت مجرد أفكار تطلق من على قمه تحت الأرض ..
فهل يعقل بلد على واجهته البحريه صرح معماري يحمل اسم مجلس الأمه تنتهك حقوقه  بداية بعدم تشريع قوانين تنهض به ثم الاستهتار بحقوق المواطن ثم باقتحامه كبيت للأمه  وأخيرا بتصريح لايدل الا على مدى فداحة قرار من اختار النائب الدكتور ليمثله ...
مجلس بالهواء الطلق لمحاسبة المفسدين ... أي فساد أكثر من عدم احترامك لعضويتك بالبرلمان وفكرتك انشاء برلمان آخر .. ثم أي عقليه تلك التي تصدر أفكار غريبه فهل يعقل ببلد أن تسير وفق دستور واحد وبرلمانين أحدهم تعطله التجاوزات والآخر لايعمل وفق القانون فهذا فساد آخر بتعطيل المصلحه العامه .. وأيضا مناقشة احوال وطنا بالهواء الطلق سيمنح الحريه لكل من يشاء ( من هب ودب ) بقول كلمته دون تمثيله التام للأمه وهذا فساد ان تتخلى عن تمثيلك مقابل حريات الآخرين التي ستنم عن فوضويه .. فساد باضرام نار كلمات بدون أفعال .. نار شعارات .. نار ضحك على الذقون .. ونار بمخالفة القانون .. وكل ذلك  فساد بتعريض البلد على صفيح ساخن بالهواء الطلق لاثارة ضجه وبلبله
أيها النائب الدكتور .. على الأقل احترم عقول من اختاروا التصويت لك للوصول لقبة البرلمان لتمثلهم .. نحن لسنا في غابه لنمارس ديمقراطيتنا بعشوائيه .. كلنا يملك حق القول ولكننا أيضا مسؤولون ومحاسبون فيما نقول ..
ومن هنا لأبناء وطني ... الكويت مقبله على مرحله جديده .. ذلك الأمر تكرر كثيرا ودائما كنا نقف أمام مفترق طرق .. دائما كان القرار لنا كشعب بابداء حرية رأينا واختيارنا لمن يمثلنا .. الآن نحن بصدد  تقييم مخرجات ما اخترناه .. فالمرحله تتطلب ذلك .. كما واننا بحاجه لاتخاذ قرار وعلينا أن ننظر بعمق لكل الاوضاع بالبلد لذا فعلينا ان نمارس حرية راينا بموضوعيه .. كونوا انتم الجهه الرقابيه التي تقف خلف النائب الذي اخترتم قيموه وحاسبوه .. امنحوا انفسكم فرصة للنهوض  بوطنكم .. فكل تلك العشوائيه بالتصريحات ان  لم تضر الا بصاحبها فهي ايضا ستسئ  لحرية رأيكم ...
الكويت بحاجه للنهوض .. بحاجه لحب وموده وتكاتف وتلاحم وترابط من أجل ان تستعيد عافيتها .. وذلك يتحقق حينما نختار ممثلين للامه لهم وجود بصلب المجتمع وافكارهم هي من ولاجل المجتمع ... الكويت بحاجه لنفس كويتي واحد بعيد عن أغلبيه واقليه ومع وضد .. بحاجه للنظر في شانها بدلا من النظر للمصلحه الشخصيه .. لذا فيكفينا عشوائيه يكفينا استهتار يكفينا من رسم مساحات للفوضى .. دعونا نقف على أرض الوطن نعمل من اجله ونصل للقمة جميعا متكاتفين ودعوا الحفر لمن حفرها لنفسه ( فالمتهم برئ حتى تثبت ادانته ) او حتى يقع بحفرته ( حينما تعريه أفكاره )  .... والله من وراء القصد

هدى القلاف
12/7/2012

الاثنين، 5 مارس 2012

رساله إلى أستاذي بمثواه الاخير

هذا ما كتبته بيوم 8/3/2008 حينما توفى الأجل أستاذي .. وقد تم نشر المقال بجريدة القبس الكويتيه
ولأن المساحات لهمسي … ولانه الهمس يرثيه … فلترثيه مدونتي … وليرثيه كل قارئ …
اعيد وبعد اربع سنوات نشر مقالي وكلي يقين أن لازلنا بوطننا نعيش ألم فقده ..
مصابنا جلل ودموعنا أبت ألا أن ترسم للحزن أنهارا من الألم .. كيف لا وقد ترجل أستاذ الكلمه .. وسيد القلم .. وشاعر الحرف .. ترجل الفيلسوف وترك لرجال زمانه مساحة تأن لرحيله .

تحية لك أستاذي بمثواك الاخير .. تحية معطرة بانفاس محبيك .. ندية من دموع بكت فراقك .

أستاذي منذ كنت بالتاسعه من عمري وأنا أقرأ سطورك وافكارك واتمعن بحروفك بمساحات الإهتمام بحدقات عيني الرجل الأول بعالمي .. جدي .. حينها كنت أصغر من أن أتبحر بمعرفة الأستاذ .. ولكن بفضل من الله عز وجل وبفضل تلك الساعات حيث كنت أضع كراساتي قريبة من جدي وهو يقرأ الصحف اليومية لينتهي منها فيبدأ معي درس أبجدية مختلف عن درس أبجدية الأخرين ممن كانوا بعمري .. فلقد كان يخبرني عما يدور بالعالم ويحكي لي عن الأخبار المحليه والعالميه ويسرد لي قصص الشعوب ويقرأ لي الشعر العربي الفصيح وماتيسر من المقالات المنشورة مع حرصه على تفسيرها لي لأستوعبها .. كما كان يغوص معي بتراجم شخصيات بارزه وشخصيتك أستاذي هي الشخصية الأولى والأخيرة التي أسرت بها ولها .

د/أحمد عبدالله الربعي .. إن طفلة التاسعه دائما مأسورة بملامح أبيها وكلماته وافكاره وتتشبث بمقولاته وتحدد لنفسها خطا يسير على خطواته .. وجدي كان أبا ومعلما ومرشدا ترعرعت بأحضانه وبكنفه وحروفك كانت منهج تعليمي بمدرسته ... إن شعوري بأختلافي عن الآخرين بسعة إدراكي التي فاقت مرحلتي العمريه وبفضولي التعرف على أبعد ماوصلت إليه عيني وباسلوبي الذي كنت أتحدث به محددة لنفسي مبدأ وركيزة ومنطقا .. لقد كنت طفله لم تعشق بالدمى سوى منظرها والأحتفاظ بها ليكون كل أهتمامي منصبا بتكوين شخصيه تعرفك حق معرفتك .. كان حلمي ببلوغي الاعوام سريعا لأكون على قدر مسئولية حمل مقال لك أقرأه .

حينما التحقت بالثانويه العامه بدأت أصقل معرفتي وأدعمها بأفكارك التي كنت أتمعن بها فلمست حب الناس بالأقطار العربيه لك وكشفت السر بذلك .. فحرية الرأي وكلمة الحق كانوا فصلي الأول منك ، أما نشاطك السياسي وعضويتك بمجلس الأمه ودورك من خلال تيارك السياسي البارز فلقد تعلمت منهم النضال والمثابره لبلوغ الهدف .. وعن دورك الصحفي وبحكم عمل جدي بمبنى الجريدة حيث كنت .. قرأت حيويتك ونشاطك .. قرأت العمل المتواصل .. وعشقت علم الاعلام خصوصا الصحافه .. ومع تقلدك المنصب الوزاري حملت بأعماقي شعور رائع .. شعور الانتماء كوني طالبه يحتضنها ظل وزارة التربيه برعاية وزير دعم التعليم بالجهد والقلم والكلمه .
أستاذي كنت تقود سفينتك بحماس من اجل أجيال المستقبل وكنت أنا جزءا من جيل قادم .. ذاك الحماس كان نداء تشجيع لي إذ ما وقعت على عاتقي مسئولية العطاء من اجل بناء وطن يزدهر بروح الشباب .

بعد التحاقي بجامعة الكويت قررت أن أبدأ كبدايتك فكان لي تياري السياسي وصوتي الذي يطالب بحقوقه بنبذ كل ما أراه مشوها للفكر .. حاولت أن أبدو قريبة منك فعملت كمحرره بتابلويد الجامعه .. حتى حانت استراحة المحارب وعدت للحرم الجامعي لتمارس دورك الأكاديمي .. فأول لقاء حينما لمحت أستاذي يجلس بحديقة الجامعة على أحد الكراسي وكانه يستنشق باستراحته عبق العلم الذي سيمنحه لنا .. كان استغلال السنوات القليله رائعا ومتميزا .. لم تكن مجرد الأكاديمي الذي يحمل ثقلا من الثقافه يوزعها بمذكرات دراسيه للطلبه والطالبات ليتلقاها مجددا ويرصدها كعلامات تفوق أو فشل .. استراحتك كانت تجمعنا وشعارك أن العلم للجميع فلم تمانع يوما بحضور طالبا لمحاضراتك لمجرد الاستماع لك .. وكان يأبى احساسك إلا أن يكون للمستمع حقا ونصيبا من عطاءك .
كنت من بين المستمعين دائما .. ولازلت أذكر مقعدي الأول بالصف الأول بقاعة درسك ولا زلت أذكر إلتزامي الحضور المبكر لاستقبالك .. ولازلت أذكر بعض مداعباتك لنا مع بعض نقدك ولازلت أذكر بعض النكشات الخفيفه للبعض منا .. احببت هدوءك بسرد المعلومه ... أسلوبك .. حركتك الدائمه التي كانت تعلن لنا حالة ورود جديد معك .. وكم استمتعت بمحاضراتك التي كانت تحمل الفلسفه باطار أنت رسمته كفلسفة الهرم المقلوب .. الذي لم تشغل نفسك باعادة قلبه ليبدو هرما بشكله الصحيح بقدر اهتمامك بتقويمه .. تلك الفكرة الفلسفيه التي ربما دفعت العشرات منا كطلبة وطالبات لتكوين أفكارا كثيرة عن معنى التقويم الذي عنيته ... هكذا كنت أستاذا للجميع ولكل واحد من الجميع علاقة شخصيه بك كعلاقتي أنا التي حاولت أن أوثق بها رحلتي معك .. فكنت خير من قصدت لاكمل مسيرتي بدعم وتشجيع ونصيحه ..
فتناولت فلسفتك وحدثتك بها ... فكنت توجه سؤالا وحيدا مباشرا سريعا لتمنحني أياما أشكل من خلالها أجابتي المكتوبه على ورقة تقرأها لتعود فتخبرني أن اجابتي هي فلسفتي أنا ... دائما كنت حريصا على ان تجد فلاسفه جدد
مارست ثورة شبابي تارة برفضي وتارة بنقدي وتارة أخرى بتمنعي فوجدتك شابا يقف قربي يثور مع ثورتي .. يحثني على القلم .. ليجدني كاتبه وناقده
أسبر اغوار نفسي واطلق العنان لمخيلتي لأجدك تقف ضمن كل خيالاتي .. فتثير بي كل الكلمات مصرا أن تجد الشاعرة بأعماقي

أستاذي .. إن رحلتي معك منذ التاسعه من عمري أعظم من أن أقول وداعا بعد بلوغي الثلاثين وتعطشي لاكتساب المزيد منك أعظم من استرجاع اللحظات معك .. فرغبتي باستكمال مسيرة الغد أريدها أن تكون كمسيرتك .. لذا فلازلت أرى أنني لم أنل كل ما أردته منك ..
كنت لازلت تحمل الكثير .. وحتى باصعب أوقات مرضك .. كان عطاؤك متدفق ولكنها مشيئة الرحمن .. إذ آن لملحمة الكفاح أن تنتهي .. فيترجل الفارس .. فتنعاه القلوب والعيون والمشاعر .. ينعاك الوطن .. تنعاك الكلمات والأقلام .. وتنكس رايات الحكمة من بعدك ..

أستاذي لا أعلم أن كان بوسعي أن ارثيك بمسيرتي معك أم أتمسك بعزائي ببعض ما تبقى منك لي ...
وداعا حيث أنت ,, وكما يفخر التراب الذي يحتضنك بك فأنا أيضا سأقرأك بكل أربعائياتك التي جمعتها لك .. وسأبحث عنك بين صفوف كل الكتب التي كنت تتجول بينها فتنصحنا بقرائتها وسأجدك بكل مقال اكتبه وأراك بكل قصيدة لي نظمها كشاعرة تنبأت أنت لها وأصريت إلا أن أكون وسأناديك بتحيتي بعدما أسمع نبرة صوتك بالبرامج الحواريه التي ستفقد نكهتها بعدك .. وسأشعر بك معنا مع كل ميلان يحدثه الهرم المقلوب

كنت وسأبقى تلميذتك ... رحمك الله أبا قتيبه


هدى القلاف
8/3/2008

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

هويتنا كويتيه

لحظة ليست ككل اللحظات التي نعيشها .. تلك اللحظه التي نقف فيها بحضرة العلم .. نقف نتصاغر أمام الرمز الذي بعلوه نعلو ونسمو ونشعر بان لنا كيان وعزه .. تلك اللحظه التي نطلق بها صيحة الصباح الأولى وكاننا كل يوم نولد نطلق تحية العلم تحية الرمز .. تحيا الكويت .. عاش الامير .. وننشد نشيدا تختفي فيه ألواننا ملامحنا وأسماؤنا وتعلو به أصواتنا .. بل وتتوحد الأصوات فنشدو بصوت واحد وطني الكويت سلمت للمجد
صحوت اليوم فتحت هاتفي بداية لمحت التاريخ فاذا بالغد تحل ذكرى قاسيه .. ذكرى تم فيها اسر والدي إباء الغزو الغاشم تألمت رغم شموخي واعتزازي أن يكون والدي ضمن كوكبه ضحت بحريتها من أجل الكويت .. بعدها قرأت بعض الرسائل الوارده لي من كثيرين .. النشيد الوطني .. كان باحدى الرسائل التي تضمنت ما يدعوني أن أفتح كل حواسي وأطلق العنان لنفسي ولروحي واذرف دموعا أنقي بها أعماقي واردد بوركت ياوطني الكويت لنا
بتلك اللحظه عدت للخلف لسنوات.. وتوقفت عند الغزو .. تألمت .. غصت بي مشاعري .. جرح الكبرياء بداخلي .. وتذكرت أنني بحاجه أن أعود من خلال تلك الغصه لقلمي .. أعود لأمارس دوري وأكتب مقالا وقد انقطعت منذ فترة طويله عن ذلك ..
كيف يشعر بالكويت من لم يصحو على غزو .. !!
كان الصباح لحظة ننتظر فيها أن نولد من رحم الوطن .. ننبض على نبضاته .. وصدمة كلمه لم نكن نعرفها  .. حتى اننا لم نحسب لها معنى قبل يومها إذ ولدت على أرض وطني بغير شرعيه من رحم الغدر
شعور اصعب من أن أصفه بمجرد كلمات .. كان ليلا يرفض النهار .. أمسيات الواحده تلو الاخرى تعج بالآهات والحسرات .. شهور سبعه لطالما وقفت الأقلام اجلالا لتصف بها حالة التلاحم والمحبه والمقاومه .. ولم تصف الأقلام حالة الالم لان الوطنيه أسمى من الخضوع والضعف والانسياق خلف مشاعر .. الوطنيه أسمى من أن ننشدها بالعبرات .. آهاتنا ترجمناها بصرخه دوت بمسامع العالم .. تحيا الكويت .. عاش الامير ترجمها أبناء الكويت من خلال ممارستهم للوطنيه لا من خلال شعارات رنانه
واليوم بعد واحد وعشرين سنه نفقد الهويه الكويتيه .. نفقد وطنيتنا .. نعيش تحت سطوة الألم وجملة شعارات تبكينا اكثر من ان تقوي عزيمتنا لننهض بالكويت
استغرب واستنكر حالة الشارع المتوتره .. نقبل على احتفالات وطنيه من شانها ان ترسم ضحكاتنا بعفويه في حين نتصنع الابتسامه .. نتطلع لأن نكون بخدمة الوطن كاسره واحده في حين نتفكك نلغي الروابط فيما بينا .. نتأمل بالتنميه ورفعة الكويت في حين نعود للخلف .. وقد كنا نتحسر على ماضينا الجميل اما اليوم فلقد مزقنا صفحة الماضي .. بتنا وكأن لا ماضي ولدنا منه ولا مستقبل سنكون واقعا به
بكل اسف نحن نمارس حرية الراي بالتعدي على كل من يخالفنا .. حتى أصبح كل منا يدعي الكمال بنفسه ويشير للآخر باستصغار .. نحارب الآخرين بالدين وبالألقاب وبالمذاهب والاطياف والقبائل .. نحاربهم بالمستويات الاجتماعيه وبالشهادات العلميه ... بقدر ما نستطيع نحاول أن نجد ما يخالفنا لنختلف عنهم .. حتى بات كل منا يزايد على وطنية الآخر .. دون أدنى مسؤوليه .. واخيرا نبحث بقانون الوحده الوطنيه
اعود واكرر .. هل يشعر بالكويت من لم يصحو على غزو !! .. هل نحتاج لقانون نتوحد من خلاله بعد ان جسدنا للعالم معنى الصف الواحد المتلاحم .. ولن اصف ذلك الصف واقول تلاشت به كل الفوارق وانما وبكل صدق كان صفا لم يحمل سوى الهويه الكويتيه التي تسيدت به وقد مارس من خلاله أبناء الكويت وطنيتهم بجد واجتهاد .. بعمل .. مارسوا وطنيتهم بصف لم يعرف سني .. شيعي .. بدوي .. حضري
حينما أعلن الشباب الكويتي مقاومته للعدوان .. فلقد كانت المقاومه كويتيه
حينما عمل الشباب بخدمة المواطنين ممن صمدوا .. فلقد كانت الخدمه بروح كويتيه
حينما خرج الشباب تظاهرا ضد الغزو .. فلقد كانت المظاهرات كويتيه
حينما استشهد أبناء الكويت وسجلوا ملاحم العزه .. وبيت القرين شاهد وعبره لمن يريد أن يعتبر .. فلقد كانت الدماء كويتيه
حينما مارس الطاغي اعتقال أبناء الكويت .. وكثيرين كانوا أسرى قد ضحوا بحريتهم من أجل الكويت .. ظلموا وعذبوا وقد كان ألمهم وصيحتهم كويتيه..
حينما امتلأ الشارع بصيحة التحرير وفرحته .. فلقد كانت الأصوات التي تهتف كويتيه
فلماذا يا ابناء وطني .. تفقدون أغلى ما يمكن للمرء أن يملكه .. لماذا تفقدون هويتكم الكويتيه
مؤلمه اللحظه التي لاتجد فيها أبنة الاثنى عشر عاما والدها لتحتفل معه بفرحة التحرير وتنتظره بشغف .. كان للدمعات حينها وقفة شموخ اذ أبت أن تنهمر واليوم وبعد كل تلك السنوات وبظل حنان والدي سأبكي بحرقه على وطن أخشى عليه أن يضيع بسجن عقول تفرقت
دعونا لا نضحي بحرية الرأي التي يكفلها الدستور لنا ويحسدنا العالم عليها ولكن دون أن تضحى هي بنا شعب لايعرف ثمن الوطن
دعونا نتخطى الألم .. دعونا ننهض من خلال الأعياد الوطنيه نعاهد أنفسنا على أن نمحي الفوارق فيما بينا إذ لا أساس لها أمام واقعنا الوحيد في حب الكويت .. دعونا نجسد معنى العطاء من خلال الصف الواحد الذي نمارس فيه الوحده الوطنيه باطار حرية الراي واحترام الرأي الآخر .. ولتكن الكويت هي مذهبنا وطائفتنا وقبيلتنا والوطن الذي يجمعنا


هدى القلاف
21/2/2012