الأحد، 27 نوفمبر 2011

وطني الكويت

كان المساء بساعاته الأخيره من ليلة شتويه تسترسل بطقوسها حيث السماء شديدة الظلمه والارض رطبه إثر زخات أمطار سبقت الليل لتملأ الأرض بالحياه .. أجواء تميل لرطوبة بارده تثير رعشة بالجسد .. وأنا كنت هناك أفترش رمال الشاطئ الرطبه والناعمه أدفن قدماي بها وكأنني ألتمس منها الدفء الذي لم تتوانى لحظة أن تشعرني به .. شعرت كم هي حنونه الأرض .. واسعه ولكنها تضمنا لاتضمن لنا الزوايا لأنها لاتعرفها وفقط نحن من يصنعها وفقط تمنحنا المساحات فنشعر باننا نملكها ..  دائما تجذبنا نحوها ورغم ملامحها المتغيره إلا انها طيبه جدا فسواء كان الشاطئ صخور وعره أو رمال كما هو الحال معي فستبقى الأرض منبع حب أرتبط بها فأنا منها وهي مني  .. وعبق رائحتها يملأ كل حواسي فأنتشي بها ألمسها اداعب حبات الرمل أحاول أن ابني قصورا وأحطمها كلما نظرت لتلك الموجات القادمه نحوي ..  شيئا فشيئا تقترب مني تحاول أن تملأ الارض حولي تعتريني نسمات بارده ولكنه الدفء يحاصر كياني فأسدل ستار عيني .. أجفاني .. واشعر بدموع تملأ حدقتاي .. أعود لأرفع الستار وإذا بي أملأ الفضاء بصرخات صامته تعبر عنها الدموع فابث للموجات وللمدى البعيد وللظلام شكواي ووحدها الأرض بغطاء الرمل الناعم اتشبث بها واستمد قواي منها ..
شكوت للوحة الطبيعه وقد ذللت كل أصواتها التي ملئت المكان لحنا شجيا يرافق سيل الآهات مني .. شكوت لها الماضي الجميل الذي رحل عنا بعد أن أهملناه بحجة الحاضر .. وشكوت لها المستقبل المجهول الذي نحاول أن نرتحل اليه أيضا بحجة الحاضر ... كم هو مؤلم هذا الحاضر يسرقنا من طفولتنا من أجمل لحظاتنا من كل تلك الامسيات الشتويه التي نقضيها ملتفين حول المدفئه نتقاسم الحديث والضحكات وناكل كل مالذ وطاب من الحلويات .. لم نكن نفترق ولم يتناقص يوما عددنا بل كنا نتزايد تارة نجد بيننا جاراتنا وتارة أخرى صديقاتنا .. كنا دائما متشابهين رغم فرق بالملامح والأصوات .. كم هو مؤلم هذا الحاضر إذ غير ملامح لهجتنا ضحكاتنا اسلوب حديثنا ومواضيعنا حتى نحن تغيرنا فلم تعد لنا ذات الهويه بل اصبحنا مصنفين حسب هويات .. شيعه .. سنه .. بدو وحضر وهوياتنا اصبحت هي الاخرى مصنفه لهويات اخرى .. معارضين ومؤزمين ومؤيدين وأنصار وموالين  .. كم هو مؤلم الحاضر  اذ لم يترك لنا عقل يفكر بالمستقبل بأمل فكثيرون ذهبوا عنا مودعين مستقبلنا قبل أن يصل ذهب كل مايدعو للالتفاف حول ذات المدفئه ذهب الصخب والضحك والحوار .. بتنا لانعرف بأي راحلة سنصل للمستقبل هذا اذا كنا فعلا نملك من المستقبل بعضه .. كم هو مؤلم ذلك الحاضر يحاصرنا لنبدو به أغراب لانعرف ملامحه نجهلها .. نجهل الطرقات التي جمعتنا يوما .. نجهل الأشخاص الذين التقيناهم .. نجهل المدينة والاحياء .. نجهل من نحن وكيف نبدو وماذا نريد .. فقط البحر هو الذي نعرفه ويعرفنا حق المعرفه .. فها انا ذا أجلس امامه والمدينة التي سافر ماضيها ولهثت وراء مستقبلها خلفي اترحم على ماتبقى منها .. أحاول ان اجتث الاحلام من صدر الموجات فأجدها ترقص السامري بثوبها الواسع تنزل بكل جسدها للأرض وكانها سترتطم فتنهض شيئا فشئا يتصاغر حجمها تختفي وتتلاشى على الرمال الناعمه .. أقبل الفجر وأشرق اول خيط نور انعكس على أدمعي فاحرق خد الورد .. جاهدت أن أبقى كما أنا ولكنها الشمس ملأتني فوضعت رأسي بين ركبتاي بكيت كثيرا وبالكاد حاولت رفع راسي وإذا بي ألتفت للخلف ... البحر أصبح من حولي .. واصبحت المدينه بعيده جدا .. حتى الارض لم تعد تجذبني .. فالماء فعل فعلته  السحريه وحملني هو واصبحت عائمه ...
هذا الصباح رغم الشمس بارد .. والماء لايرحم ضعف جسدي الذي فقد توازنه إثر كل ما بثه من شكوى .. كم اضحى الشاطئ بعيدا عني والارض ان لم تقوى على جذبي فأنا قادره على أن أستسلم لقوة الماء ليبتلعني فأصل للأرض انغمس بالرمل مثل كل الأصداف المنغمسه .. قادره على أن اموج مثل كل موجة وربما سأصل .. حينها لن أتمنى اكثر من أن أجد بالحاضر المؤلم صفحات بيضاء أرسم عليها أحلامي وطموحاتي بفرشة طفلة أتت من الماضي تحمل معها رؤيا جميله ..
كم أتمنى ان تشرق شمس تملا الكون بياضا ونصحو نحن من غفواتنا عنوه نسرق منها أحلامنا الجميله .. ننهض نجد بين اصابعا تلك الريشه التي كنا نعجب بشكلها وملمسها ونحن أطفال ولانعرف كيف نستخدمها ..فكنا  نرغم ذوينا على أن يبتاعوها لنا ويتناسون انها بحاجة للالوان .. تبقى بين كل حاجياتنا فننساها .. نكبر فنضحك على براءتنا حينما قررنا ان نمتلكها .. كم اتمنى ان اسرقها من أحلامي لأرسم بها على بياض الكون طموحاتي ثلاثة ألوان أخضر اسود واحمر ان اجتمعوا مع بياض الكون أصبحوا رمزا رائعا ساتمكن أن ألتف حوله مع كل الذين التفوا معي سابقا ..
وستعلوا هتافاتنا
تحيا الكويت .. تحيا الكويت .. تحيا الكويت
عاش الامير .. عاش الامير .. عاش الامير
ثم ننشد نشيدنا ... وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد
كم اتمنى أن أقف على سطح البحر اراقص الموجات تحملني معها تتسابق نحو شاطئ مدينتي فاراها لوحة رائعة تسكرني بجمالها الاخاذ ..
كم وكم وكم .. كل ذلك يحتاج فقط أن نعشق  الكويت بعمق ..
هذا حلم مواطنه ثلاثينيه عاشت بزهو الماضي الجميل وتطمح لغد تثق به .. حلم وطموح لم يتكرر بهم سوى الكويت .. فذكرت نفسي انها معي لانها أمانه أمنها وأمانها واستقرارها هم ايضا أمانه
صباحاتها وكل امسياتها أمانه


هدى القلاف
27/11/2011

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

عشق الوطن .. عمل

الكويت ومنذ أن بدأت اعتمدت على سواعد رجالاتها لتنهض وبكل فخر نهضة شعب يريد أن يسمو بعطاءاته لوطن أعطى أكثر .. ذلك الرابط  بين جموع البشر والأرض أضحى لعلاقة حب ازليه نسميها اليوم وطنيه .. وتلك الاخيره لامزايده عليها فالشعب دوما متماسك .. تعشق كل أطيافه وقبائله بعضها البعض .. جميعا عشقوا الكويت بذات اللغه وبذات المنهج وحذوا ذات المحذى نحو رفعة وطنهم .. وقد كان أساس العطاء هو العمل
اليوم وبكل ماتتعرض له الكويت من أحداث فالدعوة للعمل مهمة جدا .. العمل من أجل الكويت .. العمل من أجل ان نستمر بنهضة الكويت .. العمل من أجل أن نسمو .. وهنا العمل يحتاج لتكاتف الشعب ولتلاحمهم يحتاج لشعورهم بالحب اتجاه بعضهم البعض بعيدا عن كل تداعيات الطائفيه والقبليه  .. يحتاج أيضا لوطنيتهم
وبالرغم من أن الماضي كان محدودا بمجالات العمل إلا انه كان زاخرا بالعطاءات واليوم ورغم تعدد المجالات فمن المؤسف أن نفتقر لمدى العطاء الذي نرجوه من أجل الكويت حيث نجد أن الغالبيه كل تشغله نفسه ليصل بذاته وبصوته وبلغته .. لا بوطنه
بتلك الأحداث الأخيره التي مرت بها الكويت كل ابدى أسلوبه ورايه ومنهجه وانا كمواطنه كانت لي وجهة نظري .. ودعوت من خلال مقالاتي وبعض كلماتي الجميع للعمل وحرصت على أن الكويت لايمكنها أن تستمر بنهضتها إذا ما حاولنا جميعا كشعب وكل في مجاله رفع اسمها عاليا بانجازاتنا والتزامنا العمل وباخلاص
اليوم شعرت ان هناك من يشاطرني ذات الرأي .. وقد يستفهم كثيرين عن شخصه وهويته .. هو طارق القلاف بطل أبطال العالم ومحترف في الولايات المتحده الأمريكيه بنادي نيوجرسي لمبارزة المعاقين والمصنف الأول عالميا وحامل شهادة أفضل لاعب بالعالم .. بكل فخر أعتز أن أكتبه بمقالي حتى ولو لم يكن حاملا لنفس لقب عائلتي  فلست عنصريه كما واني لا اعرفه معرفه شخصيه وإنما هو يستحق بكل انجازاته أن نفتخر به ..  قرأت له اليوم من خلال برنامج التواصل الاجتماعي تويتر إنه يطمح للحصول على ميداليه ذهبيه بأحد البطولات .. أثلج صدري حقيقة .. فبزخم الأحداث هناك من يجد ويجتهد ويعمل وبكل اخلاص وتفاني من اجل أن يصل حاملا على عاتقه هوية الكويت .. وانها لفرصه حقيقيه انتهزها من خلال هذا المقال لاوجه دعوتي لابناء وطني   
بلدنا يحتاجنا فلنضعه نصب أعيننا ولنعمل بكل طاقاتنا لنصل به ولنترجم احلامنا بالتنميه لواقع نعيشه نعمل من اجل الوصول له .. نحن بحاجه لكل طاقه بشريه كويتيه .. بحاجه للرياضي وللفنان وللأديب وللإعلامي وللطبيب وللمهندس بحاجه للجميع كل بمجاله يمارس دوره وينتهج من العمل لغه يعشق بها الكويت  
أخيرا .. بالتوفيق لطارق القلاف بعمله وأتمنى له مزيدا من النجاح والانجازات وهنيئا لوطني بمواطن يترجم العشق بالعمل

هدى القلاف
23/11/2011

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

مع تطبيق القانون

اليوم وبعد كل الاحداث التي شهدها الأربعاء أجد أن هناك من يقف مؤيدا للمعارضه فقط لانه ضد الحكومه .. وهناك من يقف مع الحكومه فقط لأنه ضد المعارضه .. كما وان هناك من يقف ضد الاثنين لأنه مع الكويت ..
وجود معارضه يعني وجود صيانه لحق الوطن والمواطن إنما ماقامت به كتلة المعارضه كما سمت نفسها لايعدو أكثر من كونه همجيه من رعاع  أساء بحق الكويت وشعبها وأخل بالنظام والامن .. وبالتالي غدت الكتله كورم سرطاني يهدد استقرارنا ..
أما وجود تأييد للحكومه فهذا لا يعني أن نلتف حول شخص رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد .. ونترك مسؤولية النظر لأداء الحكومه المخيب اتجاه خدمة الوطن والمواطن واتجاه تنمية الكويت .. وانا رغم كل احترامي وتاييدي لشخص الشيخ ناصر المحمد إلا اني أجد أن هناك أسباب خلف تقصير الحكومه بدورها ويتوجب أن تكون هناك قراءه ورؤيا لابد وان يقف القانون حاسما بها لتنهض الحكومه بالبلد
وحول وقوف البعض مع الكويت ... فهذا يشكل الأهم بالنسبه لي ..
نقف مع الكويت يعني اننا لابد وأن نعي أهمية دورنا وواجبنا اتجاه الكويت .. كمواطنين تقع على عاتقنا مسؤوليه يتراخى البعض عنها ...
فالموظف الحكومي الذي لايلتزم بعمله ولايقدم أي انتاجيه من خلاله وتقع عليه عقوبات فرضها قانون الخدمه المدنيه وقانون العمل بالقطاع الحكومي ثم يبحث عن واسطه برلمانيه من أحد الاعضاء لتخدم مصالحه ويحصل على حقوق ليست من حقه أمام كل تخاذله .. هنا إن أدت الواسطه دورها فالخطأ على الحكومه التي يتم التجاوز بها على القانون وأن تصاغرت الواسطه عن المطلوب منها فسيقع أيضا الخطأ على الحكومه المطبقه للقانون حيث يتعامل الأعضاء على أن كل مايطلبه المواطن وان كان متخاذلا حق  وبكل الاحوال الحكومه تتمثل بالشيخ ناصر المحمد ..
أعلم أن الغالبيه التي تقف مع الكويت تؤيد وجود الشيخ ناصر المحمد بمنصبه ولكن تيقنوا انكم جميعا مسؤولين أمام الله أولا والوطن ثانيا .. فتخاذلكم بعملكم وبحثكم عن الواسطه بجيوب الأعضاء سبب أول لأن تكون الكويت تحت سطوة الداء الذي تصيب به كتلة المعارضه البلد
الكويت تحتاج وقفة ابناءها .. والحب عليكم أن تترجموه بالعمل الجاد .. والتنميه طريق تبدا أول خطواته منكم .. والقانون عليكم انتم التزامه لتتمكن الحكومه من اداء عملها  ..
الكويت لا تحتاج لعضو تخلييص معاملات خارجه عن القانون وانما تحتاج لمن يطبق القانون ولو على نفسه

هدى القلاف
18/11/2011

وداعا يا أحمد

يمناسبة العام الرابع ..

على نهج الاستاذ

التاسع عشر من نوفمبر للعام الثامن بعد الألفيه الثانيه ... يبدو التاريخ مهما خاصة لدى المثقفين والمهتمين بالقراءه ومهما لي أنا أيضا كاهمية اليوم الموافق لهذا التاريخ ... أنه الاربعاء ... حيث أنتظر أربعائياتك استاذي ...
انني على نهج الاستاذ اسير الخطوات  أحمل ثقلا من الماضي يثريني وأقبل على مستقبل زاهر بايقاع هادئ  يحدد بدقة طموحاتي ...  انها زيارتي لمعرض الكتاب الثالث والثلاثون .. ليست صدفه بل هي عادة وتقليد سنوي وخطوة صادقه تطرق أبواب المعرفه لاستنير منها ..  زيارتي أستاذي رسمت ابتسامة على محياي تلاشت حينما شعرت بحاجتي أن التقيك ككل عام هنا باروقة المعرض لالقي نظرة على كتابك الذي تحمله تعبر عن مدى اعجابك به وتنصحني ان اقتنيه لأقرأه .. شعرت بحاجة ماسه لالقاء تحيتي وطرح أسئلتي مستفهمة عن رأيك بالعرس الثقافي  .. شعرت بحاجتي الملحه أن اكون هناك فأثير باللقاء علاقة التلميذه بالاستاذ ...
دكتور احمد عبدالله الربعي ... استاذي الذي اشتاق لدروسه ومرشدي الذي افتقد نصائحه شاعري الذي لم يقرأ لي قوافيه بقدر ما قرأني بنظمي وفيلسوفي بكل الأزمنه التي قرأت وحييت وسأحياها ... كاتبي الأول ...
رغم الشهور التي مضت على رحيلك فلازلت تنبض حياة حيث فكرك الذي غرسته بعقول الشباب من طلابك وطالباتك ..
فعلى نهجك يا أستاذ ... بحثت بكتب الديانات والعقائد وقصدت أن اقتني الصريح منها والواضح حيث علمتني أن الدين تهذيب لا ترهيب إصلاح ونضج ووعي ويتطلب منا أن نقرأه من مصدره الصريح وان لانتخفى خلف شعارات نعم ولا بل نبدو بعقيدتنا ومتماسكين
بحثت بكتب الأدب ... فعرضت على نفسي تاريخ الشعراء .. من العصور القديمة تخيرت لي شاعرا أرتاد على كتبه كل عام لانه شاعري المفضل ومن ذاك الزمان لازلت أجني كتب كل شاعر كتب للوطن وللقوميه وللبطوله وللحب وللطبيعه وتهت باليوم وبشعراء في بداية المشوار مثلي قرأتهم ليكون لهم نصيب أن يستمروا باطراء او بنقد .. مثلك استاذي لك شاعر مفضل تتغنى بابياته وتحرص على حفظ ابيات شعراء لهم بعروبتنا بصمات وتبحث عن الجدد ايا كانوا
ايضا بحثت بكتب العلوم المختلفه ... لم ادخل لها من باب واسع لتربك أفكاري بل تناولتها بكتب مبسطه تثري معلوماتي لتكون البدايه نحو علم جديد اتعلمه فعلى نهجك يا استاذ أصبح الايمان مطلق بان تكون لنا تخصصاتنا شرط ان نحتوي من العلوم المهم منها ..
بحثت باروقة المعرض .. ووجدتك بصدر كل كتاب يحتوي فكرك .. فهل للقومية والبطوله بزماني فارس أعرفه أكثر منك .. وهل للنظال تاريخ لم اعرفه عنك .. وهل للحكمة والفكر قلم أجرأ من قلمك ... وجدتك أستاذي بكتب الآخرين الذين أحبوك بعمق وانتهجوا منهج الاستاذ .... وبحثت عن تخليدا لك ... يفتقدك مثلي ... حتى وجدتك تلوح فأقبلت مسرعه .... فاذا صورتك على غلاف كتاب " وداعا يا احمد "
تحيه للاستاذ يوسف عبدالحميد الجاسم الذي وضع بصمته ليخلد ذكراك ويحنو على الآخرين وانا أذ نفتقدك .... وليت المجلس الوطني للثقافه والفنون والأدب حرص على تأبينك بوقفات تفتقد حضورك وترثيك فيكون الشعار وداعا يا أحمد ... وداعا يا فيلسوف ... وداعا يا شاعر ... وداعا يا قومي عربي ... وداعا يا استاذ

هدى القلاف
20/11/2008


الجمعة، 11 نوفمبر 2011

في ذكرى الدستور

الحادي عشر من نوفمبر للعام الثاني والستين بعد الف وتسعمئه .. ليس مجرد تاريخ برزنامة الأحداث الكويتيه بل هو كل الأحداث .. هو الفاصل بين ماضي ومستقبل .. هو بصمه لتاريخ دوله .. وهو اعلان سمو لبلد ديمقراطي .. كان يوما ليعلن من خلاله الدستور .. فهل أصبح اليوم مجرد تاريخ رقمي .. هل باتت السنوات تحسب عدديا .. هل المستقبل الذي نشدوه بالماضي بات سرابا ومستقبلنا أصبح حالك الظلمه ..
نحن بذكرى الدستور .. والمضي بقراءة الاحداث نكسات او انجازات  كانت على مدى تسعه واربعون عاما ليست بالأهميه مقارنة مع أهمية البحث عن صدى الدستور بضمير الشعب .. نحن بذكرى الدستور وحاجتنا لان نعي اهمية أن نصل لكل تطلعاتنا بمواده  تلك التي علينا أن نقرأها بإمعان لنعرف واجباتنا اتجاه الوطن الذي منحنا الكثير .. أما حقوقنا فأنا أسقطها هنا عمدا ولا اعتقد أن بتلك الذكرى سنحتاج لقراءتها .. فالحق الذي يحتاج لمن يطالب به نحن كفله لنا الدستور .. و ان لم نأخذ كل حقوقنا فببعض تخاذلنا عن واجباتنا تركنا حقنا  .. لذا فالذكرى علينا أن نحييها بمعرفتنا واجباتنا لنكون خير من يكفل لهم الدستور حقوقهم ..
اليوم الكويت تتطلع للغد بشغف وكثيرون تتعذر خطواتهم عن المضي نحو الغد الذي نرتحل إليه بطموحاتنا .. فهؤلاء يتطلعون للمستقبل بمنظورهم لا بمنظور الكويت .. يتطلعون من خلال القبيله والطائفه والمذهب والدين والمنصب والمستوى الاجتماعي .. يتطلعون من خلال حبهم لنفسهم وهنا علينا ان نقف ونلتزم الدستور لنعي تماما أن اول واجب اتجاه الوطن هو حبنا جميعا له ... علينا ان نلتحم ونتفق ونسمو بحب الكويت وان ندع كل تلك الفوارق خلفنا ... نعم علينا ان نعشق الكويت بانتهاجنا تأدية الواجب
ذكرى انشاء الدستور تأتي بعد موجه اضرابات ومطالبات واضطرابات تاتي وربما ككل عام تعيد نفسها بطموحات لا تجد فرصه لتتحقق .. لذا فعلينا أن نحييها بتعقل .. لنجعلها مفترق طرق فأما  أن نضع اولى الخطوات على سلم  الرقي أو نبقى نناطح الاحلام متباكين على الماضي الجميل .. هذه دعوه صادقه مني كمواطنه كويتيه لكل مواطن كويتي يامل بالكويت نجاحاتها ... دعوه لكل طالب وطالبه حقكم بالتعليم كفله الدستور لكم والدوله تصرف ملايين لتتعلموا مجانا وواجبكم التسلح بالعلم .. دعوه لكل الموظفين بالقطاعات الخاصه والعامه حقكم بالعمل كفله الدستور والدوله حريصه على صرف مايؤمن حياه كريمه حتى لمن يتاخر التحاقه بوظيفه وواجبكم احترامكم للعمل والتزامكم بمواعيده وتفانيكم واخلاصكم من خلاله .. دعوه لأعضاء مجلس الأمه .. عملكم يقتضي احترامكم للدستور وللقانون ولتكونوا خير من يمثل الشعب فعليكم احترام الشعب ... عليكم أن تخدموا أبناء الكويت أبناء المجتمع الواحد بكل أطيافه وقبائله وفئاته  وان تضعوا الاولويه للمصلحه العامه التي لابد وان تتسيد كل المصالح الشخصيه ..
الذكرى برفع الرايات نحييها .. والعقل بالوعي يرتفع .. فلتكن عقول الواعين رايات ترتفع لاحياء ذكرى الدستور ولتخرس السن الفوضى بجهلها ... فالدستور منهج نظام لشؤون الشعب والبلد يتنافى مع فوضاكم التي تركتنا نطمح للغد دون ان نصل وننظر للماضي ونخشى أن نعود ..
أقف اليوم وكثيرين يعشقون الكويت ويتطلعون لمستقبلها وقفة التزام كتلك التي وقفها الأوفياء ممن سبقونا .. التزام اتجاه دستورنا  ... نلتزم باداء واجبنا اتجاه الكويت  لنكون على قدر تمتعنا بالحقوق ...
اخيرا كل عام وكويتنا ودستورنا بالف خير ...

هدى القلاف
11/11/2011