الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

كربلاء الأرض المقدسه

العلاقه بين الأرض والأنسان أزليه جدا وقديمه فمنذ ان بدأت الخليقه وتلك العلاقه قد بدأت.. والقصص التي يحكيها التاريخ لنا يسردها يخلدها بأذهاننا قد أخذت منا مساحة لنعي مدى العلاقه .. وحقيقة اننا خلقنا منها ونعود لها باقيه .. لنعي كيف يمكننا أن نرسم من حدود الغربة أمجاد بعلاقتنا مع الأرض
فسيدنا آدم عليه السلام كان هناك بالسماء بالجنان والنعيم وقد أمره الله ان يهبط للارض ليعيش غربته فيخلد حينما يستخلفه أبناءه من الآدميين .. فأصبحت به الأرض مكرمه .. وسيدنا أبراهيم عليه السلام حينما سافر بعيدا عن موطنه وقد أختار له الله تعالى وادي مكه ليبنى البيت العتيق فاصبحت مكه تخلد قصته وباتت قبلة المسلمين مقدسه طاهره .. وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حينما هاجر تاركا موطنه مكه نحو يثرب .. المدينه المنوره .. ليعيش بغربته سنوات انتشار دعوته فباتت مدينة الرسول المقدسه وبقعة يشتاقها كل محب للهادي الأمين .. الأمام علي أبن أبي طالب سلام الله عليه حينما ترك الحجاز مهاجرا للعراق من اجل ان يحافظ على رسالة الهادي فجعل عاصمة الاسلام هناك ليخلد مجدا فأصبح النجف الطاهر به .. واليوم هو بقعة لملاذ العشاق ملاذ لكل اليتامى .. والأمام الحسين سلام الله عليه ترك موطنه ذاهبا لأرض بعيده اختارها الله لتشهد أكبر ملحمه خلدها التاريخ ولن تخلد ملحمة مثلها .. الملحمة الإلاهيه.. ملحمة الطف .. كربلاء .. لتصبح اليوم الارض المقدسه حيث تقدست بدم المقتول عطشانا من أجل الاسلام والمسلمين ومن أجل العزة والكرامه
هكذا هي العلاقه بين الارض والانسان .. يبدأ منها يرسم حدودا لوطن يرتبط به .. وإذا ما اضطرته الحياه للغربه فأنه من الارض يستمد قوته ليصنع لنفسه مجدا .. يواريه التراب والارض هي الارض تبقى تخلد امجاده ترسم له تاريخا وتنبض به والحسين جعل المجد هناك بكربلاء .. الحسين وارث الأنبياء وارث آدم صفوة الله ووارث نوح نبي الله ووارث ابراهيم خليل الله ووارث موسى كليم الله ووارث عيسى روح الله ووارث محمد حبيب الله ووارث علي ولي الله .. الحسين سبط الهادي المختار سيد شباب أهل الجنه .. الحسين ابن البتول الطاهره الزكيه ابن بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. الحسين بكل مناقبه التي لا تحصيها الحروف له ارض هي كربلاء هي الأخرى ورثت كرامة أرض آدم وطهارة مكه وقدسية مدينة الرسول ورثت المجد من النجف ولها مناقبها ولها كرامتها ولها علامتها .. فكربلاء حج لمن يقصدها .. كربلاء ملاذ من لا ملاذ له .. كربلاء الأرض الوحيده التي انتصر بها الدم على السيف .. كربلاء أرض كل مجاهد ثائر .. كربلاء أرض كل عاشق يذوب بحب آل المصطفى
كربلاء الحسين .. تلك الأرض التي جرت بها دماء طاهره فعشقت الحسين وماتت حبا به وتباركت تربتها ببركته .. يقف اليوم شرذمة يرمونها باسفاف باسم الاسلام والمسلمين .. يتجرأون بالكلام عنها على حبيب رسول الله وريحانته سيد شباب أهل الجنه ..
فها هو خطيب احد المساجد  من أهل السنه وبخطبة الجمعه يجتمع بالمصلين ليقول أن زيارة كربلاء أعظم من الزنا .. والله لم تعرف الحسين حق معرفته ولم تعرف الاسلام الذي اعزنا به الله وجاهد من أجل عزته الحسين عليه السلام .. لم تعرف أي عظمة هي لشخص شهيد الاسلام ولن تعرف كربلاء .. لم تعرف أي كرامات سجلها التاريخ بالدم وحفظتها كربلاء ليثور بها الثوار ..
أمثالك لايعرف قيمة العزه .. فقط تعلمت من مدرسة بني اميه كيف تكون حاقدا فتنثر سموم حقدك لتدمر وتبطش وتشتت المسلمين .. فقط تعلمت منهم كيف تتجرأ على أولياء الله ..  متناسيا أن ملايين تقف حبا للحسين تنتصر له وكل قلوبنا بكربلاء هناك حيث المجد والشجاعه هناك حيث الراية المرفوعه بيالثارات الحسين  هناك حيث ينتصر الدم على كل من يتجرأ على تلك المدينه المقدسه
وهنا حيث نثرت سمومك ينتصر العشق والولاء ويرتفع لواء الحق وتحيا كربلاء كل يوم بضمائرنا نحن شيعة المظلوم
كربلاء مقدسه رغما عن أنف كل حاقد .. والحسين مخلد بالضمائر .. وحتى الموت سنهتف ( أبد والله يازهراء ما ننسى حسينا )

هدى القلاف
18/10/2011


هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم...
    نص في اروع تعبير في الرد على هذا الافاق وكل من ينتهج منهجه الاموي المتخلف...هذا الرد وسام فخر على صدر صاحبته كما هو عادة كل من يقف مع الحق والعدل في كل مكان وزمان...بوركت الانامل على النقش والتي كانت سيفا بتارا بوجوه الحاقدين الموتورين...
    خالص دعائي...

    ردحذف